الكثيرون في الوطن العربي من جيل الشباب يمكن أنهم لا يعرفون من هو ”أحمد بن بلة”، هذا الرجل الذي رحل بعد عمر طويل من النضال.. لقد ودعته الجزائر في يوم الجمعة 13 /4 إلى مثواه الأخير وداعاً يليق به وبنضاله, وذلك يحسب لرفيق نضاله رئيس الجزائر ”عبدالعزيز بوتفليقة” ويعكس وفاء الشعب الجزائري لأحد رموز نضاله ضد الاستعمار الفرنسي. أحمد بن بلة هو أحد قادة النضال في الجزائر وفي الوطن العربي ضد الاستعمار, وقد عمل مجاهداً ومناضلاً مع رفاقه مع قادة النضال والجهاد الجزائري ضد الفرنسيين الذين استخدموا كل الوسائل البشعة واللاإنسانية لإخضاع شعب الجزائر.. هذا الشعب الذي قدم مليون ونصف شهيد في حربه التحريرية لينزع استقلاله وحريته من يد الفرنسيين ويكون سيداً على أرضه. بعد إعلان استقلال الجزائر ويختار ”أحمد بن بلة” رئيساً أو أول رئيس لجمهورية الجزائر الديمقراطية وقام بتشكيل أول حكومة جزائرية, وبرئاسته وطدت الجزائر علاقتها بحركة الثورة العربية آنذاك وبالذات مع مصر عبدالناصر, كما وطدت الجزائر بقيادة «بن بلة» علاقتها بحركة التحرير العالمية, والقوى العالمية الإنسانية الخيرة والداعمة لحركات التحرير في العالم. “بن بلة” قاد الجزائر في عملية وطنية شاملة من التنمية, وبناء الاقتصادات الاجتماعية جنباً إلى جنب مع سياسة عربية قومية مناصرة لحقوق الشعوب العربية في التحرر من الاستعمار وفي طليعتها حق الشعب الفلسطيني في التحرر والسيادة وتقرير مصيره.. وكانت مواقفه قوية واضحة في المحافل الوطنية والإقليمية والعربية والقارية والدولية للانتصار لحركات التحرر العالمية وتصفية الاستعمار ومخلفاته. إذن.. برحيل ”أحمد بن بلة” تكون الجزائر, والقوى القومية التقدمية الديمقراطية قد فقدت رمزاً من رموز نضالها ضد الاستعمار والصهيونية والتخلف, ورمزاً من رموز حركة التحرر العالمية.. ولا غرابة أن يودع إلى مثواه الأخير وداعاً كبيراً وطنياً وعربياً ودولياً.. خاصة وأن من يرأس الجزائر أحد رفاقه في النضال وهو ”عبدالعزيز بوتفليقة”.. تغمد الله ”بن بلة” بواسع رحمته.