تعد مشكلة المياه من أهم المشكلات التي تعاني منها العديد من المدن اليمنية في الوقت الحاضر.. وعلى وجه الخصوص مدينة تعز التي لاتزال تتجرع علقمها وترزح تحت وطأتها وبشكل كبير، ودون أن يطرأ عليها أي جديد في هذا الأمر منذ أمد بعيد وحتى اليوم.. ويعود ذلك لعدم إيلاء هذه المسألة الاهتمام الكافي من قبل الجهات المعنية بذلك، رغم أنه مضى عليها أكثر من ربع قرن من الزمن، ومع هذا لاتزال كما هي بقدر ما كان الأجدى بمن يعنيهم الأمر التعاطي مع أوضاع هذه المدينة بمسئولية وبصورة جادة ودون التلكؤ أو التغاضي عنها، لأجل حل مشكلة المياه فيها، باعتبارها من المسلمات الأساسية لحياة بني آدم أو البشر في هذه المدينة أو تلك. إنما مسألة كهذه ظلت بعيدة عن اهتمامات الجهات المسئولة طوال الفترات الماضية رغم أنه كان يفترض أن تؤخذ بعين الاعتبار ووضعها ضمن أولويات الحكومات المتعاقبة في هذا الوطن ولكن دون جدوى وإن كانت هنالك بعض البوادر أو المؤشرات والتي كنا نؤمل منها سابقاً بأن تبدأ خطواتها نحو تحلية مياه البحر.. إنما سرعان ما كانت تنتهي وتتلاشى بمجرد أن يمضي عليها فترة معينة، ولا نعرف ماهو السبب ولذلك ظلت الأمور تسير بهذا القدر بين عملية المد والجزر ودون أن يتم معالجتها آنذاك بالوقت الذي ندرك تماماً مدى التوسع العمراني الكبير الذي أخذ أمده في هذه المدينة، فضلاً عن النمو السكاني المتزايد بين سنة وأخرى. وهذا ما يضاعف المشكلة أكثر فأكثر بينما الاحتياج المطلوب من المياه غير متوفر بالشكل الكبير اللهم في الحدود الدنيا، والذي لا يفي بالغرض وهذا ما يبعث على القلق والمأساة التي تعاني منها هذه المدينة، جراء ما ينتاب أبناؤها من غصة في نفوسهم نتيجة لعدم وصول المياه إلى بيوتهم أسوة بالمدن الأخرى والتي تكاد تكون أفضل حالاً منها بقدر ما نعرف بأن هذه تعتبر من أبسط الأمور الضرورية للحياة، والتي ينبغي توفرها بصورة وأخرى، حيث إن الدولة معنية بذلك وعليها تقع مسئولية توفيرها للناس وهذا ماهو موجود ومتعارف عليه شرعاً وقانوناً في كل دول العالم. إنما كما أعتقد بأن هذه المسألة ربما لها أبعاد أخرى قد لا نعرفها نحن..! وأن كان ذلك فلابد على المعنيين بالدولة أن يتحملوا مسئولياتهم تجاه هذه المدينة، لأنها مدينة يمنية، حيث عليها واجبات ولها حقوق كغيرها من المدن اليمنية الأخرى.. وبالتالي كان يستوجب النظر لمشكلتها والتعامل معها من منطلق المسئولية الملقاة على عواتق مسئوليها بالدولة والحكومة في آن معاً.. ولكن هذا هو واقعنا، حيث لم يتم فيها أية خطوة في هذا الشأن بقدر ما كانت ترحل هذه المشكلة من عام إلى آخر، في الوقت الذي يعاني المواطنون ويلاتها ويكتوون بنار طوابيرها صباحاً ومساءً.. وبالذات حالما وجدت هنالك مياه من بعض المواسير التابعة لمشروع المياه، وإلا ما عليهم إلا أن يصبروا ويصابروا حتى يأتيهم الفرج من عند الله، خاصة وأن بعض الأحياء والحارات لم تصل إليها المياه منذ ثلاثة أشهر.. ومنها منطقة المناخ الحصب وغيرها، ولذلك نحن نتساءل هنا: من المسئول عن ذلك؟ وعلى هذا القدر أقول إنه بالرغم من هذه المعاناة فنحن نؤمل بالتصريحات الأخيرة التي أعلنتها حكومة الوفاق بأنها ستحل مشكلة مياه تعز في القريب العاجل بالوقت الذي اعتمدت لها 500 مليون دولار لتحلية مياه البحر.. فهل نستبشر خيراً..؟ إننا لمنتظرون.