في الوقت الذي كنا نأمل من الحكومة.. وخاصة بعد أن بدأت الأمور أن تأخذ نحو الاستقرار الجزئي وليس الكلي أن نقف أمام القضايا التي تهم أو يعاني منها المواطنون.. وعلى سبيل المثال لا الحصر.. مشكلة المياه في بعض المدن اليمنية.. وبالأخص منها مدينة تعز التي تعاني هذه المشكلة أكثر من غيرها في الوقت الحاضر.. رغم أنها ليست مشكلة آنية بقدر ماهي مشكلة قديمة حديثة وبالتالي هو ما كان يستوجب منها أن تدرك جيداً بأن مسألة كهذه لابد من الوقوف أمامها بروح من المسئولية الوطنية والتاريخية، وذلك من خلال وضع الحلول والمعالجات لها بأسرع وقت ممكن،لا سيما أثناء فترة حكومتها الحالية، بالنظر أو عدم إغفال القضايا الأخرى، السياسية والأمنية، والاجتماعية، والثقافية وغيرها.. ولكن أمراً لهذا لم يؤخذ بالاعتبار حتى الآن، وهو ما ضاعف من حجم المشكلة أكثر نتيجة لعدم التعاطي معها.. وهذا ما يعيب عليها.. لأنها لم تضع هذه القضية من ضمن أولوياتها.. في خططها وبرامجها.. بل اكتفت بالتصريحات، بأنها سوق تقوم بإيجاد بدائل أخرى، ومن ذلك التوجه نحو تحلية مياه البحر.. بينما هذا الموضوع أخذ الحديث عنه أكثر من اللازم.. ولم ينفذ منه شيئاً حتى الآن.. وكأن المسألة كلام في كلام.. كان يفترض أن تكون جادة في التعامل معها.. وإيلاؤها جل الاهتمام.. لكونها قضية أساسية وهامة.. ومرتبطة بحياة الناس.. وبالذات في مدينة كتعز.. التي يبلغ تعداد سكانها أكثر من ثلاثة ملايين نسمة.. إنما مسألة كهذه ربما وضعت جانباً.. ولم تعر اهتماماً الحكومة.. لأنها هي الآن منشغلة بأمور أخرى.. بل عليها أن تسعى إلى وضع الحلول الناجعة والعاجلة، كي يتم تلافيها أو على الأقل التخفيف منها.. حتى لا تحدث مشكلة بيئية، لأن الناس حالياً.. صغاراً ونساءً وكباراً يسأبون المياه على رؤوسهم.. ومن مسافات بعيدة عن أماكنهم.. جراء عدم وصول المياه إلى منازلهم منذ أكثر من أربعة أشهر.. وهذا مخزي ومعيب كما أرى في حق مسئولينا.. أكانوا على المستوى المركزي أم المحلي.. لأنه من غير المنطقي أن تظل مدينة وبداخلها بني آدمين. بهذه الصورة المأساوية دون مياه بالوقت الذي هنالك نسبة كبيرة من الناس لا يستطيعون مجاراة هذه الأوضاع وبالذات من حيث قيامهم بشراء الوايت الماء بأربعة آلاف ريال أو أكثر.. وخاصة حال انقطاع المياه عن بيوتهم لأكثر من المدة المحددة، فما بالكم بالمدة التي تفرضها مؤسسة المياه المحلية.. على البشر في هذه المدينة لأكثر من ذلك.. فأعتقد هذا عبث.. ولابد من إعادة النظر فيما يتعلق بمشكلة مياه تعز.. لأنه إذا ظلت الأمور هكذا فلنقرأ على أنفسنا السلام.. لذلك نتساءل من يحل هذه المشكلة؟ وإلى متى ستظل ترحل من حكومة إلى أخرى؟ لا أدري؟ وإنما العلم عند الله.. لأنني أرى بأن الأمور داخل هذا الوطن كلها هوشلية..؟ رابط المقال على الفيس بوك