لم تكن مشكلة مياه تعز كمشكلة آنية أو مؤقتة، كما قد يعتقد البعض منا، وإنما هي مشكلة مستفحلة، ربما تكاد.. لها ثلاثة عقود مضت حتى الآن، وعلى كل هذا لاتزال تؤرق أبناء هذه المدينة حتى اليوم نتيجة لترحيل مشكلتها مابين فترة وأخرى حتى أخذت تستفحل وتتمدد بشكل أكبر.. الوقت الذي يلازمه توسع عمراني وسكاني من كل الاتجاهات، بينما الجهات المختصة تغط في سبات عميق، دون إيجاد الحلول أو المعالجات لها حتى تتمكن من التفرغ للقضايا والمشكلات التي يعانيها البلد في جوانبه الاقتصادية والسياسية والأمنية وغيرها.. وإنما لم تعد مشكلة كهذه محل اهتمام بل ظلت تعلن الوعود تلو الوعود.. ودون أن تقوم بتنفيذ أي خطوة منها على صعيد الواقع، بقدر أن مشكلة مياه مدينة تعز لم تكن بتلك المشكلة المعقدة أو ما لا يمكن حله. ولكن.. لعدم التعاطي معها بصورة جادة وفاعلة هو ما جعلها أن تستفحل وتصل إلى هذا الحد من الاختناق الكبير للمياه فيها.. نتيجة لغياب الرؤى أو السياسات المائية في أمور كهذه.. وهو ما أبقى المشكلة عالقة، دون معالجات لها، من قبل الدولة ممثلة بوزارة المياه، وكذا الحكومات التي تعاقبت على امر هذا البلد الذي لازال مثخناً بجراحه وآلامه حتى اللحظة.. وبالتالي هو ما ترتب على مشكلة كهذه أن تظل على هذا الحال المؤلم.. والمحزن جراء غياب الرؤى والخطط الاستراتيجية لدى الجهات المسئولة بالدولة والتي كان ينبغي منها، أن تضع هذه المشكلة في ضمن أولوياتها لأنها تتعلق بحياة البشر.. خاصة في مدينة يقطنها أكثر من ثلاثة ملايين نسمة.. ناهيك عن التوسع العمراني الذي يأخذ ما بين فترة وأخرى بالتمدد إلى حد يصعب مجاراة خدماته في السنوات القادمة، إذا لم توجد خطط ورؤى مستنيرة تلامس واقعه وحياة الناس بشكل صادق، حتى يكون هناك اطمئنان من قبل الآخرين بأن القادم سيكون أفضل حالاً لكن ما يلاحظ في خضم هذه المشكلات ومنها مشكلة المياه، بأن الأمور لازالت غير طبيعية البتة، وكل ما يتم التصريح به بشأن حل مشكلة مياه تعز عبارة عن فقاعات في الهواء، لأجل دغدغة عواطف الناس، واستمالتهم إلى مثل هذا الكلام دون جدوى من ذلك في المحصلة النهائية.. وهكذا ستظل على هذا النحو إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، إذا لم يتم التفاعل مع هذه المشكلة وإيجاد الحلول الناجحة لها قبل أن يهجر الناس هذه المدينة إلى مكان آخر، وبنظرة بسيطة نجد بأن مؤسسة المياه بتعز بالوقت الذي كان عليها أن تتحمل هذه المسئولية وتعمل على جدولة المياه لكل مديريات المدينة نجد أنها توزع المياه كيفما تشاء، ودون استشعارها بالمناطق أو الحارات الأخرى والتي تكاد أكثر معاناة من غيرها، ومن ذلك منطقة الحصب، المناخ، حيث لا تصلها المياه، منذ أكثر من شهرين والأنكأ من هذا أن مؤسسة المياه قامت بإغلاق أحد الخزانات الواقعة في المناخ حيث كان هذا الخزان يساعد أو يسهل لأبناء الحارة وسكانها بأن يحصلوا أقل ما يمكن عن مياه ذلك الخزان وبالذات حال انتظارهم لمياه المشروع، والذي لا يصل إلا بعد فترة طويلة ولذلك نحن نأمل من مؤسسة المياه بأن تفك ذلك الخزان للناس في حارة المناخ، حتى ينقذوا أنفسهم من الظمأ وبدلاً من الانتظار الطويل لمياه المشروع. رابط المقال على الفيس بوك: http://www.facebook.com/photo.php?fbid=464839123555168&set=a.188622457843504.38279.100000872529833&type=1&theater