يا هؤلاء إني بريء مما تعبدون... إني كفرت بالحزب والقبيلة والرتبة الشامخة على كتف كل قاتل ممجد كفرت باللواء والعميد كفرت بالوطن المجزأ في دهاليز السياسة كفرت بالتمجيد والتهليل وصناعة الطغاة المستبدين كفرت بالتهنئات التي تعج بها واجهات الصحف كفرت بالبيانات والمؤتمرات واللجان المنظمة كفرت بالعملات المزيفة كفرت بمحاكم التفتيش الجديدة كفرت باليأس الممدد في ربوعات الوطن كفرت بالليل الذي قد طال في صدري أنا . كفرت بالرجس الذي خلف المتارس والحواجز والعمارات الطويلة وكل من قد يجعل الثورة قفازاً له ليرتكب كل الخطايا باسم ثورة فجرنا التي ما كللت تبدد ظلمات العهد اللئيم ومنغصات الدهر والأيام تلك بوزرها المنتن . كفرت بكل من يجعل محراب ثورتنا المجيدة غرفة عهر لتحقيق المصالح وقد لا يتوانى عن ارتداء ثوبها الطاهر للتستر حين يرتكب المصيبات العظام . إني أخاف ولن أخاف بعد اليوم وسأعلن الكفر الصريح على رؤوس الشاهدين بكل خلق شين أو كل أمر فاضح وكل ما يرجوه تجار الحروب وكل حاقد للوطن . كفرت بالتحريض والتشهير و توظيف المساجد في المكيدات والصراع المذهبي والسياسي وتزييف وعي الناس . كفرت بالإعلام والتدليس والكذب الممنهج والوثيقة والشعار كفرت بالإقصاء والتهميش وادعاء الأفضلية كفرت بالبيع الزهيد لكل شيء في الوطن . كفرت بالضجيج والصراخ والانتقادات المملة كفرت بالتطرف والتحيز والتراشق بالتهم . كفرت بالكفر الذي ما زال يسكن بيننا وكل من يظن نفسه ظل ربه في الثرى. إني كفرت بكل هذا ولست أخاف طبعا ان يكفرني أحدا لأنني كفرت عن بصيرة . آمنت بالوطن الذي يمتد بين جوانحي وطن يروى من دماء أبنائه ليس لكي يستولي النهاب على جميع مفاصلة أو تحكمه شلة خرجت من غياهب التاريخ ترسم حدود المزرعة الجديدة . آمنت بالحب والتسامح والقبول بالآخر آمنت بالمنافسة على تعمير الوطن لا تدميره آمنت أن الله لم يخلقنا لنتصارع في سبيل الشهوة السلطوية كما آمنت انه لم يفرض علينا ان نرغم العالمين على اتباع قناعتنا . آمنت بالوطن الذي يكفي لكل الكائنات آمنت بالوطن الكبير يا من تقولوا ان فيكم مؤمنين . ومضات كفرت برب السياسة و قبلة دار الرئاسة كفرت بإذناب قوما تداعوا لسوق النخاسة وكل شعار مزخرف وطاغوت قوم مخرّف وشيخ وحزب ومذهب مطهرة بالنجاسة [email protected]