لروح الشهيد الحبيب / عبدالله علي السُمّري يصادف هذا اليوم السابع والعشرون من إبريل .. الاحتفال بيوم الديمقراطية في اليمن من كل عام .. الديمقراطية التي تم انتهاكها عشرات السنين تحت حكم العائلة وجلاوزة الظلم والفساد .. وصولاً إلى سفك دماء شبابنا بثورتهم السلمية على البغي والعدوان . هذا اليوم هو الذكرى الأولى لشهيد ثورة الشباب ومصورها ومصمم أدبياتها الشاب الخلوق / عبدالله علي السُمّري .. إبن خولان الطيال وفارسها الأشمّ .. وريحان نسائم الفردوس الأعلى بإذن الله . في يومٍ كهذا أعجز عن البوح بما يليق بمقام شهيدنا البطل .. الشهيد الذي لم يتجاوز الواحد والعشرين من عمره .. وكان بإمكانه أن يستغلّ قدراته وطموحات دنياه ليستقرّ بدولةٍ أجنبيّة تنمّي موهبته ويتربع عرش الزهو والمال ومتاع الدنيا .. لكن أحلامه الكبرى وطموحاته السامقة رفَعته عالياً نحو السماء التي لا تخذل من يطلبها .. نحو الفراديس التي تستقبل أنبل الشباب في مهرجان السموّ والعزة والإباء بديمومة الخلود والفرح .. وذاك ما نحسبه ونرجوه له بإذن الله . رحل شهيدنا الفتيّ بمثل هذا اليوم من العام الماضي .. بيوم الأربعاء المشؤوم وبجوار ملعب الثورة .. يوم اقتنصته رصاصات الغدر والجحود لهذا الوطن الأبيّ .. لكنه كان يوم الفرحة لشهيدنا ويوم خلاصهِ وزفافهِ لجنة الرضوان . حسبي وحسب عائلته الأبيّة وقبيلته الشمّاء وأخاه العزيز “حسام” أن نتدثر صلوات هذا اليوم لنمنحنا طاقة الصمود .. وننجو بروح شهيدنا من التفاف المتواطئين مع القتلة .. ونسمو بأرواحنا صوب المعالي .. صوب زهو الفراديس بأعظم الشباب وأعظمهم وهم من قدموا أرواحهم فداء لهذا الوطن المشنوق بتعب السنين. كان «عبدالله» هادئاً حدّ الذعر وجلاً حدّ الثبات وكنتُ الريح «المكلومة نهدتها» لم تشفع لي تلك الحادثة في أن أجفف عرقي الموشّى بإناء دمه دمهُ المنديل المسافر في بلل الخيبه قال لي يوما : سأمنحكَ مرادك كان يدرك أنه يكذب تلك الكذبة أنجبت شهيدْ حدثني طيفه: كان هنا وكنتَ هنا صار هنا «ك» وبقيتَ هنا أيها الكاف العصيّ الشهيّ حظّه بيضة ديك في انتباهتهِ كان لا يُفصح إلا عن سحر عينيه وابتسامةٍ بريئة وفي غفوته المطمئنة .. حدثنا كثيراً عن قلبه الحازم وطفولته المتوقدة فصرنا رجالاً نبكي أحلامنا قلتُ له ذات التفاتة: أين هو؟ قال: هناك قلتُ متى؟ قال:قريباً وشرع يرسمُ أحلامي البعيدة ولكي أستوعب الدرس جيداً صعدَ للسماء ليمنحني حقيقة الأرض الكيبورد المحاصر بأصابعهِ لم يكن أكثر من شاهدٍ على أسرار “ فأرة” يده الشريفة أيها الحلم ال يخطو شامخاً على سجادة قلوبنا لا تُضع الطرف الآخر من أثيرٍ تركتهُ عمداً بقرب أصابعك رجوتكَ لبعض العمر حتى أفقه جيداً كيف أصرخ كان الوطن الكنز رحل الوطن وترك لنا كنزاً يضجّ بالمأمول ولأننا فرحون .. وارينا باسورد الكنز بأعماق عروقه وانتشينا برائحته.