الفليم الذي تم عرضه مؤخرا في مدينة لوس انجلوس الامريكية الذي يحمل اسم “صيد السلمون في اليمن” والمأخوذ من رواية تحمل نفس الاسم للمؤلف بول تورداي تدور فيه الفكرة الرئيسية للفيلم حول امكانية تحويل المستحيل الى حقيقية واقعيه متى وجدت الإرادة والإخلاص لذلك ويحكي الفيلم قصة شيخ عربي يبذل كل ما بوسعه لإنشاء مشروع مصائد تضع فيه سمك السلمون بيضها في اليمن و يتعاقد الشيخ العربي مع عالم بريطاني لتنفيذ مشروعه حتى يستطيع ممارسة صيد سمك السلمون في صحراء اليمن . الفليم رائع بفكرته الاساسية ذات الدلالات العميقة المعاني متعددة الاهداف والتي يمكن الاستفادة منها على كل المستويات واسقاط نموذجها على عدة اوضاع واولها واقعنا اليمني خصوصا في ظل الاضطراب الحاصل في قراءة الحالة اليمنية اليوم – خصوصا من النخبة - بين من يتباكى على ضياع فرصة التغيير واخرعلى سرقتها بالكامل وكأنها قطعة اثرية وغيرهم سعيد بنصيبه من الكعكة ولا يشغله سوى المحاصصة والتقاسم والمتشائمون كثر والمفرطون بالتفاؤل كذلك مع ان المشكلة اساسا هي في افكار تلك الفئات فلو فكر الجميع بطريقة صحيحة لكنا قد تقدمنا خطوات اكثر على ما نحن به اليوم، فالهدف هو النهوض بالبلاد واستعادة الدولة المنهوبة وتحقيق الحياة الكريمة للمواطن اليمني والعدالة الاجتماعية بأي وسيلة كانت في اطار التغيير السلمي بدلا من التخوين والتشكيك وافتعال النعرات والتأسي والصراخ فقط وفي خضم هذا “هل نستطيع صيد السلمون في اليمن؟!!” بمعنى: هل يمكن ان تختلف القوى السياسية وتشتعل حروبها كما هي اليوم خصوصا على واجهات الصحف في التحريض والتعبئة على ان تتفق كلها في ان اختلافها في كفة والنهوض بالوطن واتمام عملية التغيير السلمية في كفة اخرى؟ اي ان يكون الاختلاف هو المتغير و النهوض وبناء الوطن هو الثابت وليس العكس ,وهل توجد فئة معينة مؤمنة بمشروعها واهدافها وقدرتها بقدر ما تبدي مهاراتها واهتماماتها وتحشد طاقاتها في مجارات الآخرين والتقاط زلاتهم وهل تؤمن –هذه القوى- بهدف واحد من اهداف الثورة وهو حقيقية “القبول بالآخر” عن صدق, متى ما وجد هناك من لدية مشروع يومن به وهدف واضح واستطاع الاستفادة من تجارب الماضي بالاستئثار والتفرد وقبل بغيره نستطيع عندها ان نقول: ان هنالك صياداً ناجحاً على الساحة اليمنية . مشاكل اليمن ليست في قلة الثروات ولا الاختلاف الايدلوجي للقوى بقدر ما هي نتيجة لغياب الاخلاص للوطن , لو كان هنالك من يؤمن بالوطن ويخلص له لما حدثت الحروب وتواصلت الازمات و سعى الجميع لبناء قوته الخاصة به ولما استدعي الخارج للتدخل وفرض اجندته على الوطن . لا نريد من قوانا السياسية ان يصنعوا لنا بحراً في صنعاء لنتصيد اسماك السلمون كرياضة جديدة او ان يقدموا لنا برنامج اردوغان الانتخابي لكي نؤمن ان هنالك من يخلص للوطن ويريد تطويره ولكن نريد منهم ان يؤمنوا ان الاشتراكي والمؤتمر والاصلاح والناصري والحوثي والحراكي ووو.. يستطيعون بناء اليمن جميعا وجعلها في مصاف دول العالم اذا ما خلصت النوايا وذابت الذاتية والأنانية، اذ لا مستحيل مطلقا عند من يؤمن بالتغيير كنتيجة حتمية مستمرة لسنة الحياة لا كركلة جزاء في الوقت الضائع .... [email protected]