ستظل الأيدي على القلوب والعيون ترقب الواقع اليمني وما يعتمل به من أحداث وتحركات لإخراجه من مخاطر الانزلاق إلى هاوية سحيقة يصعب بعدها تضميد الجراح او حتى لملمة الأشلاء المبعثرة لا قّدر الله وحدث ما يذهب إليه البعض، بل ويراهنون على قرب حدوثه، وهؤلاء المتشائمون قد نعذرهم ولا نأخذ رأيهم على محمل الجد لسبب واحد, أن أغلب تلك التكهنات المفجعة والأخبار المجلجلة عادة ترد علينا وفي وقت محدد, فيه يسرح ويمرح إبليس اللعين دون أية مقاومة أو تعويذة منه بالله من المفكرين من المواطنين ومنهم بعض الصحفيين والسياسيين وكتاب الرأي، لكونه إبليس اللعين يختار وقتاً معلوماً يكون فيه المواطن قد تجاوز الساعة السليمانية في تناول القات إلى الساعة الشيطانية, وقد تطول هذه الساعة إلى ساعتين أو ثلاث وكل وحسب “البحشامة”. فإن كانت “البحشامة” قد أخذت تتوسع أفقياً وبدت العين تأخذ خدرها من حالة الانفجار وتركت الأصابع تتفحص مقدار الانتفاخ ,فإن المبحشم من هذا الصنف بطبيعته يستطيع اختزال مآسي الدنيا كلها ,وإن لم يتمكن من التنفيس عنها في مجلس المبحشمين ,فإنه لاشك سيأخذ ورقة وقلم ليسجل كل ما دار في المجلس, والتباين لا شك وارد في قراءة الواقع والمستجدات بين المبحشمين، لكن أصحابها كل يقف عند رأي أكثر مأساوية ويزيد عليه بعض من توقعاته ليقف عندها وبخاصة عند وصوله إلى عدم القدرة في توسيع بحشامته كونها قد تجاوزت الحد الفاصل المسموح بينه و المبحشم الآخر، وعلى إثر ذلك يعيد ترتيب أحداث صبره “القنبلة” التي استوحاها من عالم البحشمة ليس إلا. أما النوع الآخر من “المبحشمين” فهم أولئك الذين تأخذ بحشامتهم توسعاً عمودياً، وعيونهم تتجه إلى الأمام أشبه بزوم كاميرا روسية قديمة ,لتبدأ أطراف أصابعهم تتحسس بقايا الشعيرات المستقيمة على الرأس أو الشارب, فإن هؤلاء يتجهون في تحليلاتهم إلى الاستشعار بمكامن الخطر الوهمي عن بعد, فيما هواجسهم تؤكد لهم كل ما يذهبون إليه، خاصة وقت ما تصل فيه بحشامتهم إلى حالة التماس مع الجزء الأعلى من الرأس ,وحينئذ يتحول كلام أصدقائهم المبحشمين إلى واقع لا تدرك تفاصيله العين ولا العقل وعلى هذا المفهوم وفي هذه الحالة يكون الخبر أو المقال الذي صاغوه وكتبوه ونقرأه في المواقع الالكترونية أو الصحف الورقية بعد ذلك ملغماً ببحشامة (شجرة إبليس اللعين) وناتج عن الوساوس الشيطانية المثيرة لمشاعر وعيون القراء,لذلك فلا يحمل من صحته إلاّ نسبة ضئيلة من الحقيقة. ويؤكد هذا أن المواقع الإلكترونية لا تنتعش في أخبارها إلا من بعد الساعة الخامسة مساءً ( كون المبحشمين راقدين في الصباح) بالأخبار المفجعة والتي تثير الفزع وسط المتصفحين والقراء, ,وإذا ما انتقلت إلى المواطن العادي فإنك لا ترى إلاّ جموع المواطنين تتدفق نزوحاً من منازلهم ومدنهم إلى قراهم على ذمة تلك الوساوس (البحشمانية) , ويا جناااه لو زاد يبحشم مرة ثانية ستتحول اليمن في المواقع الالكترونية والصحف اليومية والأسبوعية “المبحشمين ونهار ليلة الإصدار” إلى ساحة حرب ومشاكل و... و... الخ من العناوين المفزعة والمانشتات العريضة ..أما مبحشمو النخب السياسية فحدّث ولا حرج فإنها تُنتج الأزمات والمكايدات والتأجيج والأخبار الكاذبة والملفقة المبحشمة ولا تُوجد الحلول الناجعة, لأن الجانب الإيجابي فيها استحالة تنفيذه لعدم ملامسته للواقع ..والضحية القارئ المسكين الذي يصبح نهاره خوفاً وليله كوابيس وحسرة على نخبة المبحشمين صناع الرأي الباحثين عن الحقيقة فقط ,خافوا من الله وارأفوا لحالة المتلقي المسكين. في الأخير نهنئ كل عمال اليمن والعالم بالأول من مايو عيد العمال العالمي وكل عام والجميع بخير.!! وقفة: ندين ونستنكر تلك الهجمات والتهديدات بالتصفية بحق أصحاب الأقلام الحرة الزميلين فتحي أبو النصر ومحمد اللوزي ,و نهيب بنقابة الصحفيين اليمنيين تحمل مسؤوليتها في حماية الزملاء الصحفيين إزاء ما يتعرضون له من قمع وتهديدات خطيرة,كما نحمل وزارة الداخلية المسئولية الكاملة ووضع حد لمثل هذه السلوكيات المنافية لحرية الرأي والرأي الآخر.