أيوب طارش ... بس يكفيني عذاب لقد حاولت لمرات عديدة أن أكتب عن هذا الشخص العظيم لكن قلمي عجز عن الكتابة وتوقفت مخيلتي عن التعبير، فليس من السهل الكتابة عن قامة فنية وطنية شامخة ومدرسة فنية وشخص يفيض وجداناً ومحبة قبل فيضه ابداعاً وعطاءً إنه حبيب الوطن عملاق الاغنية الوطنية/أيوب طارش عبسي الذي غرس القيم الوطنية في نفوس الشعب وزرع فيهم حب الوطن. ورغم فترته الفنية الطويلة ومحاولة النظام السابق من تقريبه منه وتقديم الاغراءات والهبات مقابل أن يقدم أغنية بسيطةتمدح رأس السلطة، كغيره من الفنانين“السفري” الذين يتسابقون على التقرب لنيل المال والشهرة والحصول على الهبات كان أيوب يمر عكس التيار ويغرد خارج السرب، بل حالة نادرة وغريبة في مجتمع لايعرف غير شخص فقط هو الحاكم وهو الوطن ووو. وقد دفع ثمن رفضه تقديس الاشخاص وتعظيمهم الاهمال والتهميش من قبل المسؤولين وكان بالنسبة لهم آلة فنية تؤدي دورها في المناسبات الوطنية وصوتاً يُسمع .. لاشخصاً يذكر. لقد أغاظ إبداعه الحاسدين وأنكر عطاءه الحاقدون وتناساه المعنيون والمسؤولون.. ولم يكتفوا بهذا كله بل وصل بهم الحد إلى حرمانه من المنح العلاجية أسوة بالفنانين الآخرين والشخصيات الوطنية. وعند اندلاع الثورة الشبابية مطلع فبراير 2011م للقضاء على الحكم الفردي، وبناء دولة مدنية حديثة، ووطن أمن ومستقبل مشرق، كان صوت أيوب يصدح في الساحات والميادين الثورية يغرس قيم الوطنية ويزرع روح الولاء والحب لليمن، بل كان بأغانيه الوطنية داعي الثورة ومشعل الجماهير، وكم كانت ترتفع معنويات الشباب ويتقد حماسهم ويزداد تفاعلهم وهم يسمعون صوت أيوب الوطني.. ولن أذهب بعيداً فقد كنت استمع لأغاني أيوب طارش في ساحة التغيير وكأنني أسمعها لأول مرة ، فقد كانت تحكي الواقع وتعرض الاحداث، ولعل أغنيته“وهبناكي الدم الغالي وهل يغلى عليك دمي” قد كان لها أثر بالغ في نفوس الثوار وتحديداً في مجزرة الكرامة ومجلس الوزراء، وكذلك أغنية “رددي أيتها الدنيا نشيدي” كانت تحث الشباب على إنجاح ثورتهم ومواصلة هدفهم وفاءً لدماء الشهداء، وأغنية “ دمت ياسبتمبر التحرير يا فجر النضال، ثورة تمضي بإيمانٍ على درب المعالي، تسحق الباغي تدك الظلم تأتي بالمحال” . لقد أعادت الثورة الشبابية الاعتبار لأيوب طارش وأعادت له مكانته الوطنية والفنية، ويكفيه أن قلوب الناس عامرة بحبه، وتصدح بأغانيه، وسيبقى اسم أيوب خالداً خلود أغنيته الوطنية “ رددي أياتها الدنيا نشيدي”., كما لاننسى الدور الكبير والمتميز للأستاذ/عبدالله عبدالوهاب نعمان –رحمه الله- النصف الآخر لأيوب . [email protected] * ناشط في ساحة التغيير-صنعاء