حقيقة لا ألمس أي صدق لحلّ جريمة عُهر الكهرباء من أي طرف سياسي في هذا البلد .. سواء كان هذا الطرف مدنياً أو عسكرياً أو قبلياً .. فجميعهم لهم مصالحهم الشخصية أو الجمعية مما يحدث. فهل صاحب الجاه السياسي والقبلي والمدني ينتظر الكهرباء كالكادحين مثلنا؟ بالتأكيد لا .. فمنازلهم بداخلها مولدات خاصة شبه صامتة وبملايين الريالات وليست صينية بالطبع كالتي تنتشر بالأسواق تسدّ رمق بعض أعمال المواطنين حتى لا ينفجروا دفعةً واحدة في وجوه المستأسدين على مصالح وطنهم فقط. وحتى مصانع وشركات أصحاب الجاه المزيّف لا تنتظر الكهرباء العمومية مثلنا .. منذ سنين وليس من عام الإنتفاضة على كل شيء إلا على أهم مصلحة يقتات عليها غالبية من يقطنون المدن اليمنية خاصة. بالأمس تألمتُ كثيراً وأنا أشاهد أحد جيراني الذي يكتظّ منزله بسبعة أطفال ولا معيل لهم سواه .. رأيته بدون عربيته الصغيرة والتي يحتفظ فيها بصندوق حديديّ بداخله آلة يستخدمها في إصلاح وتلحيم الحديد .. وهي مصدر رزقه ورزق أطفاله .. وحين سألته عنها أجابني بحسرة وحشرجة تتكوّم قهراً بأعماقه : “مفيش كهرباء وعندي كثير أعمال متراكمه وكلما ذهبت لها أصل ولا أجد كهرباء وأضطر أستلف من المعارف لأعود بطعام لأطفالي” .. فهل يدرك الحقراء ممن أنهكوا هذا الشعب وتآمروا على خيراته ورزق أبنائه ما يفعلون وهم لا يستطيعون أن يقوموا بإنجاز حقيقيّ كالمحافظة على الكهرباء حتى يدرك المواطن المغلوب على أمره أن هناك رجالاً في البلد إن وقعوا وثيقة أمان للكهرباء لن يتراجعوا عن ذلك بعد دقائق من توقيعها! حتى وإن انبرت وزارة الداخلية لتعلن أسماء من قاموا بتخريب الكهرباء فما الجدوى من ذلك طالما وهي لا تحرك ساكناً يراه ويلمسه الشعب .. بل هي تؤلب القبائل ضدها بشكل مستفزّ بمثل هكذا إعلان .. لأنها تستطيع كبح جماح كل المرضى والمعتوهين ممن خانوا قبائلهم وخانوا وطنهم وباعوا واشتروا بمصالح المواطنين وساموهم شرّ العذاب . فيا قومنا من بني عبدالجاه .. يا من تبقى من شرفاء السياسة والقبائل والعسكر .. إخوانكم يموتون في المستشفيات بسبب انقطاع الكهرباء .. ومواطنيكم في المدن يدرسون على الكهرباء .. ويعيشون عليها .. ويسترزقون منها .. ويدعون لكم بالخير والصلاح والتوفيق على ضوئها .. أما من يجمعون الوثائق ضدكم فلهم طرق أخرى في إضاءة أماكنهم والتركيز على بلواكم .. ووحدكم من ستدفعون الثمن حتى وإن خابت كل آمالنا وتطايرت أرزاقنا في مهب رياحكم فلنا إله يمهلكم ولن يهملنا . [email protected]