لن ننجو كيمنيين إلا بتفعيل القيمة العليا للوحدة الوطنية.. صحيح أن قيم الوحدة قد تعرضت لتصدعات هائلة بفعل سياسات النظام السابق، إلا أنها وحدها فقط من ستقلص خسائرنا كيمنيين ذاتياً وجمعياً.. بغير ذلك سنظل نفتقد إلى تدعيم أسس الذات اليمنية كما ينبغي. كما ستصاب كينونتنا جميعاً بالتشوه.. ذلك أن هذا التشوه سيترسخ للأسف، بحيث سنكون في حالة خراب وطني تام، ما لم تنبعث جذوتنا الوطنية بالاعتراف والتسامح والمعالجات الحقيقية العادلة.. وبالتأكيد.. من غير المعقول أن أعظم ما حلمنا به صار أحقر ما أنجزناه.. بينما نحتاج الآن أكثر مما مضى إلى ابتكار رؤية مستقبلية تتعالى على الماضي وتنتج دلائل قيمية نفاخر بها، كما من شأنها حال تحققها أن تمنح لشخصيتنا الوطنية الكمال الذي نرتجيه. فقط لنناضل بصدق مسؤول من أجل تفعيل إرادة الحلم وبناء الأمل من جديد.. وكذلك صار حاضرنا المثخن بعلله لا يحتاج سوى لهذا المسعى بما يمثله من حضور شاف لحالة إبداعنا الجمعي كشعب بعد أن تواطأنا كثيراً على تهشيم الأمل للأسف، ثم مرضنا بآلام ضياعنا المخيف ولم ننتبه لذلك إلا متأخرين جداً.