نحن اليمنيين، ربما، أكثر الناس متسرعين في كل شيء .. مستعجلون .. مهرولون .. مفتونون بالعناوين (القشور) .. ولا نحب الغوص في مضامين الأشياء. * قبلنا بالديمقراطية والتعددية الحزبية .. وهرولنا في عوالمها .. ومتاهاتها .. وظهرت أحزاب من كل شاكلة ولون، وكالعادة مسميات فقط، وكيانات هزيلة بلا حياة تشبه أشكال الرسومات الجامدة على الورق..! وفي الفترة الراهنة تطل علينا أحزاب جديدة، تعلن عن قيامها جماعات أو (أشخاص)، ولكننا لا نعرف عن أية قواعد جماهيرية لها .. ولا أعضاء ولا مناصرين..! وهكذا .. المهم، أننا نعلن عن اسم هذا الحزب .. أو هذا التنظيم .. وكفى..! نجيد الإعلان عن الأحزاب وإشهارها .. مثلما نجيد أيضاً الإعلان عن منظمات وجمعيات اجتماعية وخيرية وإشهارها.. ولكننا لا نجيد ثقافة الوعي بالمهام والأهداف والبرامج التي نعلنها، ونفشل كثيراً في ترجمتها عملياً..! * أهلاً بالأحزاب اليمينية واليسارية .. الدينية والعلمانية .. القومية والجهوية .. فهكذا هي ديمقراطيتنا أبرز سماتها الضجيج والجعجعة التي لا تنتج طحيناً، ولا تثير غباراً حتى..! * نتمنى فقط أن نبدأ بالتحول النوعي في حياتنا الديمقراطية وممارسة التعددية الحزبية، وأن نستلهم روح التغيير لنؤسس أحزاباً تثري الحياة السياسية والفكرية بكل أنساقها وتمدها بالديناميكية والعنفوان، بدلاً عن أن تزيدها جموداً وتعقيداً واحتقاناً..!