يعتقد كثير من المراقبين بأن الولاياتالمتحدة غير جادة في محاربة الإرهاب، بل أن وجود الإرهاب يخدمها كثيرا ويسمح لها بالتدخل في الشئون الداخلية للدول الأخرى وفي تحويل كثير من أسواق دول العالم الثالث إلى أسواق استهلاكية لمنتجاتها العسكرية وصناعاتها الحربية والمدنية ، فهي مثلا في أفغانستان ساهمت في صناعة الإرهاب من أجل مواجهة الاتحاد السوفيتي واستنزافه وقد حققت نجاحا كبيرا على هذا الصعيد ، كما واجه الاتحاد السوفيتي الولاياتالمتحدةالأمريكية في فيتنام وهزمها فيها من خلال دعمه للشعب الفيتنامي ضد الوجود العسكري الأمريكي . والولاياتالمتحدة بحاجة للإرهاب من أجل البقاء في بعض الدول والاستفادة من ثرواتها النفطية ، وإبقائه بعبعا لتخويف الدول النفطية من أجل الاستفادة من الشراكة في الثروات النفطية وبيع الصفقات الكبرى من السلاح لمحاربة الإرهاب أو رديفه “ الخطر النووي الإيراني”. ويؤكد الكثير من المحللين بأن بصمات حكومة جورج بوش الابن في تفجير برج التجارة العالمي بنيويورك كانت ماثلة في ذلك الحدث وتؤكد على تواطؤ تلك الإدارة في حدوثه من أجل ترميم الوحدة الأمريكية التي تضررت كثيرا خلال حكم جورج بوش الابن وبعد انتهاء الحرب الباردة ومن أجل أن تجد المبرر لدخول أفغانستان لتحويلها إلى قاعدة عسكرية لضرب إيران والإعداد لمواجهة التنين الصيني القادم من خلال قوته الاقتصادية الجديدة والمشاركة في القضاء على الدولة الفلسطينية الوليدة التي كان الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات قد أوجد نواتها على أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة.. الولاياتالمتحدة دولة عظمى ولديها أجهزة تجسس عملاقة وإمكانيات عسكرية وحربية كبيرة وهي تستطيع هزيمة الإرهاب بالضربة القاضية إن أرادت، لكنها ترغب في بقاء الإرهاب وسيلة ليس فقط لابتزاز الشعوب ولكن هي بحاجة إليه لمآرب كثيرة أخرى ومنها : - تطوير بعض أسلحتها الحديثة كالطائرات بدون طيار ، فهي تكثف التجارب على استخدام الطائرات الحربية الجديدة بدون طيار والأسلحة المرتبطة بها في كل من باكستانوأفغانستانواليمن . - توحيد العالم تحت قيادتها وحتى الآن فهي ترفض تحديد مصطلح محدد للإرهاب وترفض عقد مؤتمر دولي حول الإرهاب وانظروا إلى ما تقوله مجلة فورين بوليسي الأمريكية حول تطور مفاهيم الإرهاب لدى الإدارة الأمريكية “ كانت الضربات الأمريكية بواسطة الطائرات بدون طيار تستهدف فقط الأشخاص المعروفة هوياتهم، لكن من الآن فصاعداً، سيُسمح لوكالة المخابرات المركزية ( سي أي إيه ) وقيادة العمليات الخاصة المشتركة التابعة للجيش الأميركي باستهداف الأشخاص الذين تجعلهم سلوكياتهم أهدافاً من الدرجة الأولى” ، أي أن الإدارة الأمريكية ستسعى إلى مصادرة أرواح الناس والشعوب لمجرد الاشتباه .. هذا هو القانون الأمريكي الجديد للإرهاب ! ولماذا ، فقط من اجل الهيمنة على العالم والتحكم بمصائر الشعوب وقيادة العالم في آخر المطاف . وفي موضع آخر تقول مجلة “فورين بوليسي” بأن الولاياتالمتحدة تخطط لنقل معاركها ضد الإرهاب من العراقوأفغانستان إلى كل من اليمن ونيجيريا وشمال إفريقيا في إشارة على ما يبدو لموريتانيا وشمال مالي . وباختصار الاستحواذ على أجزاء واسعة من الأسواق وخاصة أسواق النفط وأسواق الاستهلاك في كل من الخليج وإفريقيا . وقد تعلمت الأنظمة المستبدة من الحكومة الأمريكية الشيء الكثير ولاسيما في منطقتنا العربية ، فعندما تطلب الشعوب من الحكام المستبدين اعتزال كراسي الحكم يلجأون إلى التخويف من الإرهاب والقاعدة ، بل يسعون إلى عمل تفجيرات واغتيالات وتعويم وحدات عسكرية تحت مسمى الإرهاب من أجل إقناع العالم بأنهم الأفضل لحماية مصالحهم وتقديم البراهين لأهمية تواجدهم وتوجيه رسائل إرهاب للداخل من أجل إقناع الشعوب بأفضلية حكم الفساد والاستبداد على “حكم الإرهاب” وهذا ما حصل في عدد من الأقطار العربية وخاصة ما يجري في اليمن اليوم . ومن المؤشرات الدالة على تورط الولاياتالمتحدةالأمريكية والدول الغربية في لعبة الإرهاب هو أن كثيرا من زعماء الإرهاب كما يدعون هم ، إما أنهم كانوا أصدقاء للولايات المتحدة كأسامة بن لادن وغيره أو يحملون جنسيات غربية !، فمن أنور العولقي الذي يحمل جنسية أمريكية إلى أبي قتادة إلى أبي حفص وأبي الوليد و غيرهم كثير من الأفراد والأشخاص المعروفين وغير المعروفين الذين يحملون كنيات معروفة وغيرهم .