يُوصف الرئيس هادي بأنه رجل هادىء جدا ً و قليل الخطابة و التصريحات و قليل الظهور في التلفزيون , ولديه قدرة عظيمة على التحكم بأعصابه , وقليل الإنفعال و الغضب . كل هذا يجعل الدخول إلى فكر الرجل و التعرّف على ما يدور داخله من الصعوبة بمكان , يدل على ذلك أفعاله و قراراته خلال الفترة الماضية من حكمه و التي كانت مفاجئة لأقرب الناس منه وحتى ممن عرفوه سنوات عديدة في الماضي و على رأسهم الرئيس السابق . كان معظم الناس يرون فيه رجلا ً عاديا ً تابعا ً للرئيس السابق يُنفّذ كل مايُملى عليه , وعندما خرجت الملايين من الناس تُصوت له كانت خائفة عليه و خائفة منه , كانت خائفة عليه لعدم قدرته على تحمل المسئولية و خاصة في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها اليمن حاليا ً , و خائفة منه إعتقادا ً منها أنه قد يعمل على تنفيذ أجنده لصالح النظام السابق . وقليلٌ من الناس كانوا يعرفون الرجل عن قرب , كانوا يصفونه بأنه شخصية مستقلة في تفكيرها ولا يتبع أحدا ً و أنه شخصية حازمة و صاحب قرار . حتى الآن يرى معظم المراقبين أن الرجل بدأ يكشف أوراقه و بدأت تتضح ملامح شخصيته , وبدأ المراقبون يقرأون أفكاره و يتنبئون بتصرفاته بالمستقبل , ففي خطابه الأول كشف الرجل عن كثير من ملامحه و توجهاته المستقبلية. - فالرجل لديه تصميم كبير على تحمل المسؤلية و مهما كانت الصعوبات وقبِل التحدي بالتحدي . - الرجل لديه قناعة بضرورة إخراج اليمن إلى بر الأمان , إلى الدولة المدنية الحديثة طبقا ً للمبادرة الخليجية و آليتها المُزمّنة . - الرجل – و على نار هادئة – يقود اليمن نحو الأمن والاستقرار والتنمية , يساعده في ذلك هدوء أعصابه وقدرته على كبت غضبه , ويساعده أيضا ً الدعم الكبير من ستة ملايين ناخب منحوه ثقتهم إ ضافة إلى دعم كثير من الدول الإقليمية و الدولية ,و كذلك الدعم الكبير من شرفاء اليمن من المسئولين المدنيين و العسكريين و المثقفين و الإعلاميين داخل الوطن وخارجه . و خلاصة القول : إن تصرفات الرئيس هادي وحتى الآن تُطمئن اليمنيين في كل مكان بأنه قادر على تحمل المسئولية , وأنه قادر و عازم على إقتلاع جذور الفساد و جذور القاعدة , قادر على هيكلة الجيش و إنجاح الحوار الوطني و إعادة الأمن و السكينة إلى كل ربوع اليمن ,إن المسألة مسألة وقت ليس إلّا. وأن على الذين كانوا ومازالوا يراهنون على أنه سيغض الطرف عن كثير من الأمور التي تهمهم , عليهم أن يدركوا أن الرجل اليوم أصبح مسئولا ً عن 25 مليون يمني يرغبون في تحقيق العدل و المساواة , يحلمون ببناء دولتهم المدنية الحديثة , دولة النظام و القانون , يحلمون بمستقبل مشرق لهم و لأبنائهم . * جامعة تعز