الوحدة اليمنية والديمقراطية القائمة على التعددية الحزبية والسياسية والتداول السلمي للسلطة من المكاسب التاريخية العملاقة للثورة اليمنية «26 سبتمبر و14 أكتوبر الخالدة»، خلود التاريخ والجغرافيا.. والاحتفال بالذكرى الثانية والعشرين لقيامها يحمل أكثر من دلالة ورسالة اطمئنان لكل الحريصين والوطنيين الأحرار.. أقول ذلك وأقصد به أن الوحدة اليمنية من المنجزات الثابتة والمتجددة التي وجدت لتبقى حية ودائمة لاتموت وهي في الظروف الحالية والاستثنائية تمثل جوهر المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة التي استهدفت دعم وحدة اليمن وأمنه واستقراره وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2014م، الذي الغى ما قبله من أوهام القرارات الطارئة التي عالجت حرب صيف 1994م تلك القرارات التي انتهت بإغلاق ملف الحرب بعد أن أكدت الانتصارات الوحدوية أنها وليدة الإرادة الساحقة لأغلبية أبناء الشعب اليمني، بغض النظر عن الاختلالات اللاحقة التي حدثت هنا وهناك من قبل الفاسدين والمفسدين الذين يسيئون استغلال مواقعهم القيادية. ومعنى ذلك أن الأخطاء التي حدثت كانت من صنع الأفراد وليست من صنع الوحدة، هذه الغاية الاستراتيجية الهامة في التاريخ الحديث والمعاصر. وأن أي مطالبة بفك الارتباط من قبل البعض «من الذين لايفرقون بين الناقة والبعير» إنما هي مطالبة بتمرير الباطل بثوب الحق،لأن الوحدة هي الحق والانفصال هو الباطل والصراع بين الحق وبين الباطل من الصراعات الدائمة والمستمرة التي لها بداية وليس لها نهاية يستدل منها على الصيرورة الجدلية المحركة للتاريخ، إلا أن المؤكد بأن الحق هو المرشح للانتصار على الباطل في جميع الأحوال، لأن عمر الباطل مهما تعاظم بشكل عرضي وطارئ مصيره إلى الزوال المحتوم، لأن الحق هو الإضافة النوعية والكيفية لتلك التحولات الكمية الجدلية.. أعود فأقول إن مطالب الحراك الجنوبي سوف تكون في صدارة أولويات المهام الحوارية بين جميع أطراف العملية السياسية صاحبة المصلحة الحقيقية في التغيير والتطور للمرحلة الثانية من تطبيق المبادرة الخليجية، وسوف تسفر عن إزالة كافة أنوع المظالم التي وقعت على أبناء المحافظات الجنوبية بقصد أو بدون قصد وبعلم أو بدون علم والتي لاتبرر دعوة البعض إلى التخلي عن الهوية الوطنية اليمنية باعتبارها المدخل الطبيعي لتعاظم الهوية القومية والعربية والإسلامية والإنسانية للشعب اليمني الواحد الموحد عبر التاريخ على مستوى الأمة العربية والعالم الإسلامي، ناهيك عن الهوية الإنسانية الموجبة لتعاون وتكامل الشعوب على مستوى الأمن قاطبة ذات المقومات المختلفة التكوين القومي. إن أبناء الحراك الجنوبي هم أبناؤنا وإخواننا وهم آباؤنا ويجمعنا وإياهم وطن واحد ودولة ديمقراطية واحدة تقبل بتعدد الكيانات الوسطى للأقاليم المحلية والمحافظات، سواء تلك الواسعة الصلاحيات أو الكاملة الصلاحيات بما فيها مصطلح الفدرالية على المستوى اليمني، ولكن بما لايلغي الدولة المركزية الواحدة في عصر يقال عنه عصر التكتلات والدول القوية،التي تفرض نفوذها على جميع المستويات والعلاقات الدولية، وما كان من الحق ولا هو من العدل أن تعود بنا الممارسات الخاطئة للسلطة من قبل بعض المسؤولين التنفيذيين إلى المطالبة بالعودة إلى الخلف، لأن حركة التاريخ تتقدم إلى الأمام ولاتقبل بالعودة إلى الخلف مهما كانت الأخطاء، لأن الطبيعي والمنطقي هو التقدم إلى الأمام وتمكين الوحدة والديمقراطية من صنع ما نتطلع إليه من الأمجاد الحضارية العظيمة والدائمة التغيير والتطور، لكي نؤكد في الحاضر والمستقبل أن الدولة الوحدوية، الديمقراطية أكثر فاعلية سياسية واقتصادية واجتماعية وعسكرية وأمنية من الدويلات القزمية العاجزة عن مواكبة ما لدينا من الطموحات والتطلعات الحياتية الواعدة وهكذا يبدأ الاحتفال بالذكرى ال 22 لقيام الوحدة بمثابة إنعاش لما لدينا من قناعات ثابتة ثبوت التاريخ اليمني والجغرافية اليمنية.