في غياب اسطورة القائد الرمز وفي ظل وضع مختلف غير الذي اعتدنا عليه في المرحلة الماضية وفي ظل توجه لبناء يمن جديد تسوده العدالة والمواطنة المتساوية يحتفل ابناء الشعب اليمني يوم غد الثلاثاء الموافق 22مايو2012م بالعيد الوطني الثاني والعشرين لإعادة تحقيق الوحدة اليمنية ارضا وانسانا ولأول مرة منذ قيام الجمهورية اليمنية في 22مايو 1990م تطغى على الاحتفالات بهذه المناسبة الوطنية العظيمة النكهة الشعبية التي تترجم ارادة الشعب بعيدا عن تقديس الأشخاص وتمجيدهم..وهو مايؤكد ان الشعب اليمني من جنوبه الى شماله ومن شرقه الى غربه هو صاحب المصلحة الأولى في الوحدة وبإرادته الحرة تحققت.. وليس لأي طرف آخر فضل في اعادة تحقيقها غير الشعب ممثلا في جماهيره العريضة..لكن مع الأسف الشديد فقد ظلت الوحدة خلال السنوات التي مضت من عمرها شعاراً للتغني به وتحقيق مكاسب شخصية على حساب مصلحة شعب بأكمله ووضعت في طريق مسيرة الوحدة المباركة العراقيل والعقبات الكبرى التي تحول دون تحقيق الحد الادنى من التقدم والازدهار الذي كان ينشده شعبنا لأن الجميع كان مشغولاً بالمشاكل المفتعلة من الداخل والخارج. الامر الذي حرم بلادنا من منجزات كثيرة ماكان لها ان تتحقق في ظل اجواء الازمات المفتعلة والذي كان النظام السابق يتفنن في اخراجها ويتاجر لابتزاز الآخرين بها..وكان من نتائج تلك الأزمات المفتعلة ماخلفته من مشاكل يعاني منها كل ابناء الشعب اليمني بدون استثناء وماقضايا الحراك الجنوبي والقاعدة والحروب الستة في صعدة الا نماذج لتلك التصرفات المعيبة في حق مرتكبيها. ونظراً لما وصلت اليه الاوضاع من تدهور كاد ان يفقد الشعب اليمني هويته ويضيع في زحمته فقد جاءت ثورة الشباب لتنقذ مايمكن انقاذه و لتشكل في نفس الوقت محطة انطلاق قوية لكل ابناء شعبنا بمختلف توجهاتهم السياسية والفكرية ليعملوا جميعاً لتعويض ماحرم منه الشعب اليمني خلال فترة المشاحنات وتدخل اولئك الذين لا يحبون الخير لليمن لاسيما وان الوحدة الوطنية والديمقراطية واهدافها العظيمة والراسخة لم تكن تمثل لاولئك الحاقدين على الوطن الذين تاجروا به اي قيمة على الاطلاق لأن هدفهم كان هو: ان يبقى اليمن مشطراً مجزأً لتسهل سيطرتهم عليه.. و كان شعورهم في هذا الجانب اقوى من الوحدة..ومايحدث اليوم من دعوات للعودة بعجلة التاريخ الى الوراء من قبل اناس كان لهم ارتباط عضوي بالنظام السابق قبل ان يختلفوا معه على توزيع الكعكة هو انعكاس وتأكيد للروح التآمرية التي يحملها البعض في دواخلهم محملين اخطاء ذلك النظام السابق للوحدة وهي بريئة منها.. وان كان بعد ثورة الشباب قد تغير كل شيء لأن ابناء الشعب بمختلف توجهاتهم قد سارعوا جميعاً باتجاه تعزيز الوحدة الوطنية والعمل على تماسك وتلاحم الصف الوطني كما سعوا بخطى ثابتة لإيجاد قاعدة وطنية صلبة ليقف عليها كل ابناء الشعب اليمني وينطلقون منها نحو آفاق رحبة لبناء مستقبل اليمن الجديد الموحد. وهوماسيجعل اليمن تستعيد دورها بكل جدارة وثقة على المستويين الاقليمي والدولي بعد ان اضرت تصرفات النظام العائلي السابق بسمعة اليمن عالميا . إذن فإن القفزات الهائلة التي حققتها ثورة الشباب في فترة قصيرة ونظرة ابناء الشعب المتفائلة بالمستقبل لتحقيق المزيد من هذه القفزات يدل دلالة واضحة على تلاحم الشعب بكل فئاته ووقوفهم صفاً واحداً ضد كل من يحاول ان يعبث او ينال من الوحدة الوطنية بأي شكل من الاشكال وهو ما مثل سياجاً قويا لردع اي عابث بأمن واستقرار الوطن . واذا كنا في هذا اليوم نستذكر(يوم الثاني والعشرين من مايو1990م) فالهدف من ذلك هو التذكير بأن اي شعب من الشعوب يرفض الظلم ويثور على الاستبداد فإنه يستطيع تحقيق ما قد يراه البعض مستحيلاً وذلك لسبب بسيط وهو ان ارادة الشعوب المخلصة المدافعة عن قضاياها والمحافظة على كرامتها وسيادتها تكون ارادتها دائماً من ارادة الله لا تقهر ابداً.. وبما ان ابناء الشعب اليمني من اقصاه الى اقصاه قد وقفوا صفا واحداً ضد من كانت تسوّل لهم انفسهم العودة باليمن الى الخلف وخرجوامن ذلك منتصرين بثورةالشباب ومشكلين ملحمة خالدة فيما بينهم في وقت كانت الظروف الداخلية والخارجية تقف ضدهم نتيجة الدسائس والمؤامرات التي كانت تحاك ضد وطنهم من الداخل والخارج فإنهم اليوم اكثر قوة ووحدة وتماسكاً واخلاصاً للشعب والوطن ويستطيعون من خلال تلاحمهم ان يصدوا ويقضوا على اية هجمة شرسة تستهدف الوطن اليمني ومنجزاته.. وتستهدف في نفس الوقت شق الصف الوطني ووحدته. فهنيئاً لأبناء شعبنا تلاحمهم ووقوفهم صفاً واحداً ضد من يحاول المساس بالوحدة الوطنية انتصاراً للشعب والوطن.