لا نعتقد ان هناك تلاحماً حدث بين الشعب والجيش في تاريخ اليمن القديم والحديث كذلك التلاحم الذي حدث في مايو عام 94م دفاعاً عن الوحدة اليمنية وترسيخ بنيانها وصولاً الى 7 يوليو 94م يوم ترسيخ الوحدة اليمنية ليحقق الوطن نقلة نوعية في تاريخه الحديث ومنطلقاً نحو بناء مستقبل آمن انتقل باليمن الى زمن جديد شهدت خلاله الكثيرمن التحولات واستطاع الشعب اليمني بفضل تماسك الجبهةالداخليةوحكمة قيادته السياسية ان يحقق قفزات نوعيةفي مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية رغم ما واجه الشعب من تحديات كبيرة الا انه استطاع ان يتجاوزها ويستوعبها. فبعد ان تحقق له ما اراد من أمن واستقرار وترسيخ للوحدة الوطنية عملت القيادةالسياسية الحكيمة على لملمة الجراح واعادة بناء القوات المسلحة الباسلة على اسس علمية سليمة لتصبح الحصن الحصين المدافع عن الوطن وكل مكتسباته المتحققة بعيداً عن الولاءات والتأثيرات الجانبية الضيقة سواء كانت حزبية او غير حزبية مثلما كان حاصلاً قبل 7 يوليو 94م.. كما ان الامن والاستقرار الذي تحقق عقب ترسيخ دعائم الوحدة قد ا تاح الفرصة للشعب والقيادة التفرغ لحل كل المشاكل الحدودية مع جيران اليمن والتي كانت تشكل في مرحلة ما قبل 7 يوليو 94م احدى العقبات الكبرى التي تحول دون تحقيق الحد الادنى من التقدم والازدهار الذي ينشده شعبنا لان الجميع كان مشغولاً بالمشاكل المفتعلة من الداخل والخارج. الامر الذي احرم بلادنا من منجزات كثيرة ماكان لها ان تتحقق في ظل اجواء الازمات المفتعلة.. ونظراً لما كانت عليه الاوضاع في تلك الفترة فان يوم 7 يوليو94م قد شكل محطة انطلاق قوية لكل ابناء شعبنا بمختلف توجهاتهم السياسية والفكرية ليعملوا جميعاً خلف قيادتهم الحكيمة لتعويض ماحرمه الشعب اليمني خلال فترة المشاحنات وتدخل اولئك الذين لا يحبون الخير لليمن لاسيما وان الوحدة الوطنية والديمقراطية واهدافها العظيمة والراسخة لم تكن تمثل لاولئك الحاقدين على الوطن في ذلك الوقت اي قيمة على الاطلاق لان هدفهم كان هو: ان يبقى اليمن مشطراً مجزءاً و كان شعورهم في هذا الجانب اقوى من الوحدة..ومايحدث اليوم من دعوات للعودة بعجلة التاريخ الى الوراء الا انعكاساً وتأكيداً للروح التآمرية التي يحملها البعض في دواخلهم. وان كان بعد السابع من يوليو عام 94م قد تغير كل شيء لان ابناء الشعب بمختلف توجهاتهم قد سارعوا جميعاً باتجاه تعزيز الوحدة الوطنية والعمل على تماسك وتلاحم الصف الوطني كما سعوا بخطى ثابتة لإيجاد قاعدة وطنية صلبة ليقف عليها كل ابناء الشعب اليمني وينطلقوا منها نحو آفاق رحبة لبناء مستقبل اليمن الجديد الموحد. ولاشك ان المتتبع لماحققه شعبنا خلال الستة عشر عاماالماضية منذ ترسخت دعائم الوحدة وحتى اليوم سيجد ان هذه المنجزات والمكتسبات في مختلف المجالات قد قفزت باليمن مئات السنين الى الامام وجعلتها تستعيد دورها بكل جدارة وثقة على المستويين الاقليمي والدولي بل ان بعض المنجزات العملاقة المحققة حينما نراها اليوم شامخة البنيان على ارض الواقع وشعبنا يجني ثمارها كان من المستحيل ان تتحقق في ظل ما كان يحدث من مماحكات سياسية خلال الثلاث السنوات الأولى من عمر الوحدة اضرت بالوطن عموما والحقت به خسائر كبيرة في مختلف المجالات بل اضرت بسمعة اليمن على المستوين الاقليمي والدولي. اذن فإن القفزات الهائلة التي حققتها اليمن ونظرة ابناء الشعب المتفائلة بالمستقبل لتحقيق المزيد من هذه القفزات يدل دلالة واضحة على تلاحم الشعب وقيادته ووقوفهم صفاً واحداً ضد كل من يحاول ان يعبث او ينال من الوحدة الوطنية بأي شكل من الاشكال وهو ما مثل سياجاً قويا لردع اي عابث بأمن واستقرار الوطن . واذا كنا في هذا اليوم نستذكر(يوم السابع من يوليو) فالهدف من ذلك هو التذكيربماحدث عام94م من تآمر على الوحدة وفي نفس الوقت نعني بذلك التذكير بان اي شعب من الشعوب يدافع عن وطنه ووحدته فإنه يستطيع تحقيق ما قد يراه البعض مستحيلاً وذلك لسبب بسيط وهو ان ارادة الشعوب المخلصة المدافعة عن قضاياها والمحافظة على كرامتها وسيادتها تكون ارادتها دائماً من ارادة الله التي لا تقهر ابداً. وبما ان ابناء الشعب اليمني من اقصاه الى اقصاه قد وقفوا صفا واحداً ضد من كانت تسول لهم انفسهم العودة باليمن الى الخلف وخرجوامن ذلك منتصرين للوحدة و مشكلين ملحمة خالدة فيما بينهم في وقت كانت الظروف الداخلية والخارجية تقف ضدهم نتيجة الدسائس والمؤامرات التي كانت تحاك ضد وطنهم من الداخل والخارج فإنهم اليوم اكثر قوة ووحدة وتماسكاً واخلاصاً للشعب والوطن ويستطيعون من خلال تلاحمهم ان يصدوا ويقضوا على اية هجمة شرسة تستهدف الوطن اليمني ومنجزاته.. وتستهدف في نفس الوقت شق الصف الوطني ووحدته. فهنيئاً لأبناء شعبنا تلاحمهم ووقوفهم صفاً واحداً ضد من يحاول المساس بالوحدة الوطنية انتصاراً للشعب والوطن وحفاظا على كل المكتسبات والمنجزات المتحققة.