لشهداء السبعين: برحيلكم نبكي ونحتفل، وقمة التحدي أن يقدر أحدنا على الجمع بين الحزن والفرح، ولولا دمكم الطاهرالمسكوب، ورائحتكم الفواحة العطرة لما قدرنا على البكاء والفرح في وقت واحد. دمكم لعنة ستلاحق أعداء الوطن لتخرجهم وتضعهم في مزبلة التاريخ غير مأسوف عليهم بعد عقاب عادل يستحقونه لايقل عن جريمتهم التي ارتكبوها بحقكم وحق الوطن. ودمكم شمعة ستضيء دروبنا في سراديب البحث عن دولتكم التي حلمتم بها وبمستقبلها الجميل، دولة العدل والمواطنة المتساوية والازدهار الاقتصادي والأمني وحتى السياسي. أيها الراحلون الشرفاء، كلنا في الوطن احتفلنا بعد يوم من رحيلكم الفاجع، فقط لأنكم أردتم ذلك وبذلتم أرواحكم استعداداً للاحتفال بالذكرى ال 22 للوحدة المباركة بعد أن تعشم الوطن خيراً بلحمتكم وتوحدكم تحت راية وقيادة واحدة في حرب الإرهاب أولاً وفي ميدان السبعين ثانياً. حتى اللحظة لا ندري تحديداً من هو المجرم الحقيقي، تنظيم الإرهاب تولى كبره في الإعلان عن تنفيذ الجريمة وحتى إن كان صادقاً في ذلك فلا ندري أيضاً من يقف وراء هذا التنظيم وكيف استطاع الوصول إليكم، لكننا ندرك قطعاً بأن المجرم يخافكم ويهابكم ولايريد لنا بعدكم خيراً، قتلوكم باسم طهر الدين أو دنس السياسة، لا فرق عندهم ولافرق عندنا أيضاً، فأنتم أنقى وأطهر من سياستهم الرخيصة وعقيدتهم المشبوهة. لا رحيل أشرف من رحيلكم وأنتم الذين قال عنهم الرسول محمد صلى الله عليه وسلم (عينان لا تمسهما النار) وذكر منهما (وعين باتت تحرس في سبيل الله) فعملكم من أشرف الأعمال جهاداً وحراسة في سبيل الله والوطن والمواطن. ولا حياة أحقر من حياة القتلة وهم يسمعون اللعنات والدعوات تلاحقهم حيثما وجهوا أسماعهم في كل أنحاء الوطن، دعوة أمٍ مكلومة وزوجة مرملة وطفل يتيم ووطن يئن متوجعاً على رحيل مايزيد عن مائة من خيرة شبابه ومن مختلف المحافظات والقرى والبيوت. لم يفهم المجرم أو لم يستوعب بأن غدره وجريمته لن تقدر أبداً على وقف التحولات الديمقراطية التي بدأناها معكم مهما كانت التضحيات ولم يدرك المجرم أو لم يستوعب بأن جدار الخوف لايبنى إلا مرة واحدة في العمر، وفي اليمن تحطم هذا الجدار ولم تقدر أنقاضه على مقاومة رياح التغيير التي بدأت قبل أكثر من عام. برحيكلم توحد الوطن كله متوشحاً السواد ومتلثماً الصمت وذارفاً الدموع عليكم وواعداً باستكمال ما بدأتم به من توحد وعمل من أجل هذا الوطن ويوم كل الوطن مآتم برحيلكم. كل الوطن يقبل الأرض التي وطأتم والتراب التي سكنتم أيها الشرفاء.