يخطئ من يظن أنه بفعل إرهابي هنا وآخر هناك وفي مناسبة هي من أغلى المناسبات الوطنية على الإطلاق وهي الذكرى ال22 لاستعادة وحدة الوطن اليمني بغرض إفساد فرحة الشعب الذي استحضر واستقبل هذه المناسبة بروح كلها أمل وثقة من أن المسيرة مسيرة الحياة التي بدأ الشعب كله يساهم بصنعها والسير فيها لا يمكن التراجع أو الرجوع عنها مهما كانت التضحيات جسيمة وغالية، ومهما تفنن الإرهابيون ومن يقف وراءهم ويدعمهم بالأساليب المتعددة، الغرض منها العودة إلى الماضي الذي لفظه شعبنا وإلى غير رجعة. فمنذ قيام الثورة اليمنية وحتى اليوم لم أعهد أن كان الشعب اليمني متراصاً وذا كلمة واحدة من شرق اليمن إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها مثل ماهو اليوم، وأصبح يدرك ويعي جيداً ما يخطط له الأعداء، وأصبح يدرك جيداً الأساليب الملتوية والمفضوحة التي كان الأعداء يسلكونها من أجل تمرير مخططاتهم والفوز بما أرادو تحقيقه والتي دائماً ما تكون ضد إرادة الشعب اليمني، فكانوا دائماً ما يستخدمون ورقة المناطقية وأخرى الطائفية وأحياناً الدينية إلى غير ذلك من الألفاظ والمسميات البالية التي أصبح شعبنا اليوم يدركها ويفهم أبعادها التي لا تنطلي على أحد.. والسبب هو أن الشعب اليمني قد اكتسب من الفهم والثقافة ما جعله يفرق بين الصح من الخطأ وما هو في صالحه وما هو ضده. من هذا المفهوم أصبحت الألاعيب التي يطلقها أعداء الحياة والتطور والذين أرادوا أن يُفشلوا مسيرة حياة شعبنا اليمني، كل هذه الألاعيب أصبحت مكشوفة ومفضوحة ولم تلقَ لها رواجاً وأصبحت بضاعة كاسدة رُدّت إلى أصحابها. إن الأعمال الإرهابية التي نسمع عنها هنا وهناك، وأخيراً ذلك الفعل الجبان والخسيس الذي لا يقره شرع ولا أخلاق ولا تقره قيم شعبنا، ما حدث في ساحة السبعين من عمل إرهابي جبان ذهب ضحيته جنود أبرياء لا ناقة لهم ولا جمل ذنبهم أنهم كانوا يريدون أن يشتركوا في العرض العسكري وأن يساهموا في صنع الفرحة التي ستعم كافة أبناء شعبنا من أقصاه إلى أقصاه، لكن القتلة ومن تشرّبوا أساليب القتل والإجرام لم يرق لهم ذلك ولم يرق لهم أن يروا الشعب اليمني يبتهج ويحتفل بصنع وحدته التي أعادت ونفخت فيه الروح من جديد حتى علا شأنه واشتدت عزيمته وقوي بأسه، فكان التفجير الذي أودى بحياة عشرات الجنود قتلى ومئات جرحى، وكان القتلة بفعلهم الإرهابي ذلك بقتلهم أولئك الجنود الأطهار يعتقدون أنهم سيقتلون الفرحة في نفوس أبناء الشعب. صحيح أن ذلك الفعل الجبان قد أحدث صدمة لكل مواطن يمني، إلا أن المواطن اليمني لم ولن ينكسر أمام هذه الأفعال الحقيرة والصغيرة أمام شعب عظيم ومناسبة عظيمة، لقد نجحت الكلاب المسعورة، لكن القافلة ظلت تسير في طريقها غير مبالية بما يقوم به أعداء الحياة والسلام والحرية، فكان الاحتفال العسكري والجماهيري رغم الجرح الذي أصاب الجميع إلا أنهم فشلوا في تحقيق أهدافهم ومخططاتهم الشريرة، لأن إرادة الله هي من إرادة الشعب ولابد من أن تنتصر ولابد من أن يندحر الأعداء خاسئين إلى مزبلة التاريخ.. وهذا هو مكانهم الطبيعي ولا غير ذلك. والرئيس عبدربه منصور هادي قد أكد في خطابه التاريخي بهذه المناسبة أن مثل هذه الأفعال الصغيرة لا يمكن أن تثني شعبنا ولا تستطيع أن تكسر قدرة وعزيمة شعبنا في النهوض والنظر إلى المستقبل بأمل كبير، وبأن الغد سيكون أفضل بكثير من اليوم، فالشعوب لا يمكن أن تهزم ولم ينهزم إلا أولئك الأقزام الذين يتحركون في الظلام كما خفافيش الليل، فمهما تحركوا وتآمروا فلن ولن يستطيعوا أن يوقفوا عجلة الحياة، لأنها قد تحركت والشعب حاميها وحارسها. وعلى أولئك العابثين أن يدركوا تماماً أن أفعالهم الإجرامية بقتل الناس وترويع الآمنين وتخريب الممتلكات وقتل الفرحة في نفوسهم غير قادرين على تحقيق أهدافهم، وعلى أولئك الذين يدعمونهم بالمال والسلاح أن يعودوا إلى صوابهم وأن يقفوا مع أنفسهم للحظات وأن يعودوا ويقرأوا التاريخ سيجدوا أن الشعوب هي المنتصرة دائماً والهزائم دائماً ما تكون لشذاذ الآفاق ومحترفي الجريمة والقتل.