الخميس الماضي كان يوماً مشرقاً واستثنائياً في تاريخ القبيلة اليمنية، فقد حمل مدلولات تؤكد حمل القبيلة لميراث الحكمة، والنضال والتضحية من أجل الوطن. ففي حفل الإشهار المهيب أعلن الشيخ صادق الأحمر عن إنشاء جائزة الشيخ عبدالله للبحث العلمي، في خمس مجالات علمية وبحثية، وقال الأحمر: إن الجائزة لن تشمل الجوانب الأدبية والعلوم الإنسانية “لأن الوطن بحاجة ماسة للبحث العلمي الذي أهملناه كثيراً”.. بحسب تعبيره. وفي الحفل الذي أقيم بفندق الموفمبيك برعاية مجلس التضامن الوطني، أضاف الشيخ الأحمر: ليعذرنا الباحثين اليمنيين عن ضعف القيمة المادية للجائزة ، فهي لا تزيد عن 30 ألف دولار في كل مجال، ونعدكم برفع قيمتها في الأعوام القادمة. إلى ذلك قال الشيخ محمد الشايف نائب رئيس مجلس أمناء الجائزة: “لقد علمتنا ثورة التغيير الشبابية الشعبية أن نكون أكبر من جراحاتنا، وأن نفكر بمصلحة الوطن قبل كل شيء، ولم يعد في وطننا متسع للتسميات العنصرية: حاشدي وبكيلي، قبيلي وسيد، مؤتمري وإصلاحي، فكلنا أبناء وطن وحد”. معلناً تبرعه ب 100 مليون ريال لصالح جائزة الشيخ عبدالله. الكلمة المؤثرة للشيخ الشائف جعلت يحيى الراعي يحتضن طارق الفضلي ويذرفان دموعهما .. بحسب ما أظهرته نشرة التاسعة من قناة العربية. من جانبه قال الشيخ أحمد صالح دويد (آخر رئيس لمصلحة شئون القبائل) إنه لم يدخر جهداً في إقناع الحكومة بإلغاء مصلحة القبائل، وتحويل ميزانيتها لصالح مؤسسات البحث العلمي، وإصلاح مناهج التعليم واستكمال البنية التحتية للمستشفيات والجامعات اليمنية. وتزامن الإعلان عن جائزة الشيخ عبدالله مع خروج المئات من أبناء ومشائخ قبيلة الحداء في مسيرات حاشدة جابت شوارع ذمار، رددوا خلالها عدداً من الزوامل الشعبية المطالبة بإنشاء معملين حديثين لكليتي الطب والهندسة بجامعة ذمار، وإنشاء مكتبتين عامتين تحملان اسمي البردوني والأكوع. وقد وعد محافظ ذمار الدكتور علي الموشكي أبناء الحداء أنه سيتابع الأمر مع الصندوق الاجتماعي للتنمية، وقال للمتظاهرين: أعدكم بتنفيذ مطالبكم، وأزف لكم البشرى بإعلان جائزة الشيخ محمد حسين عامر لحفاظ القرآن الكريم”. ونقلت وكالة الأنباء عن مراسلها بذمار أن أحد وجهاء الحداء قام بطرد شاب من وسط المسيرة، لأنه كان يحمل مسدساً، وقال المراسل: إن الشيخ بدري وبّخ شاباً، وقال له: أنت تريد إرجاعنا إلى عهد السلاح والدماء”. وقبل غروب شمس الخميس الماضي تجمع وجهاء ومشائخ خولان وبني ضبيان أمام مقر محافظة صنعاء مطالبين بإنشاء “كلية ضبيان للعلوم الفندقية والسياحية”، على غرار ما تم إنشاؤه في مأرب. وقال أحد وجهاء بني ضبيان: “لقد ظلمنا الإعلام في السابق، وسوّقنا بأننا خاطفون للسياح، واليوم نريد رد الاعتبار لقبيلتنا، بإنشاء كلية متخصصة في علوم السياحة والفندقة، وكذلك رفع ميزانية مدينة خولان للعلوم والتكنولوجيا. وكان تجمع مشائخ عمرانوصنعاء أعلن مطلع الأسبوع الجاري عن إنشاء الأكاديمية العربية للموسيقى والفنون الجميلة بحرف سفيان، وتزامن ذلك مع افتتاح المدينة الإعلامية بمدينة زنجبار، والمدينة الرياضية بعتق واللتين بنيتا بالشراكة بين الدولة ومشائخ أبين وشبوة والبيضاء، وتحتل المدينتان المركز الثالث عربياً بعد مدينتا دبي والقاهرة. وفي صعدة كرّم المحافظ عبدالملك الحوثي المشاركين بمعرض الفنون التشكيلية الثالث، واقتنى المحافظ الحوثي لوحة للفنانة آمنة النصيري، وقال للمشاركين: لقد كان والدي رحمه الله من أعز أصدقاء الفنان الكبير هاشم علي. وفي حفل التكريم ألهبت الفنانة جميلة سعد، حماس الجماهير بأغنية “بحبك يا وطني” من كلمات حمود الهتار، ما دفع المحافظ الحوثي إلى صعود المنصة وتقليدها بعقد من الفل، وأهدى لها ساعته الشخصية. صحوة: تخيلوا لو أن شيئاً من ذلك حدث، أعدكم للمرة الثانية أن شعوب دول الجوار سيتظاهرون ضد مشائخهم مطالبين بالاقتداء بمشائخ اليمن. [email protected]