الوحدة اليمنية لها مدلولات ومعانٍ، فهي القوة والثبات وهي الأمن والاستقرار وهي التنمية والبناء.. هي الكثير والكثير من الخيرات والعطاءات المتجددة، فالوحدة اليمنية لم تكن وليدة ب22 مايو المجيد بل يمثل شهر مايو نقطة فاصلة في حياة شعبنا اليمني العظيم الذي كان منذ القدم شعباً واحداً موحداً وقد فرضت عليه قوة الاستعمار والرجعية واقعاً آخر غريباً عنه ممثلاً بالتجزئة القسرية، ولأنه شعب يأبى الظلم والتبعية فقد دفع بالآلاف من خيرة أبنائه في سبيل التخلص من أسباب التشطير ووصولاً إلى استعادة وحدته الغالية التي تحققت ب22 من مايو 1990م، حيث ارتفع علم الجمهورية اليمنية خفاقاً عالياً يوم عيد أعيادنا الوطنية، اليوم الذي توج فيه شعبنا اليمني العظيم نضالاته وتضحياته الجسيمة لإعادة وحدته الخالدة الراسخة، حيث تعم الأفراح كل عام بهذه المناسبة في كل محافظة من محافظات اليمن الواحد وتعم البهجة والفرحة والسرور قلوب كل اليمنيين النجباء الوحدويين بالفطرة، ويؤكد عظمة شعبنا اليمني في تلاحمه وتمسكه بثوابته الوطنية والتزاماً بأهداف ثورتي سبتمبر وأكتوبر الخالدين التي أكدتا في أهدافها على ضرورة تحقيق الوحدة اليمنية على طريق الوحدة العربية الشاملة. لذلك تمثل الوحدة اليمنية الحدث الإنجابي الوحيد في تاريخ العرب الحديث والمعاصر، وهانحن اليوم نحتفل بمرور 22 عاماً على قيام الجمهورية اليمنية رغم كل مآسينا وأوجاعنا ونحن نستحضر ونتألم على أرواح الشهداء الذين سقطوا بفعل العمل الإجرامي والاعتداء الهمجي الغادر على إخواننا من أبطال الوحدات العسكرية خلال أدائهم لبروفات العرض الذي أودى بحياة كوكبة منهم شهداء وجرحى، ونحن نترحم عليهم وهذه الجريمة التي لا تمت بصلة لا لدين ولا إلى أخلاق والإرهاب لا دين ولا ملة له. وأولئك المجرمون الإرهابيون سعوا بمخططاتهم إلى إفشال واغتيال فرحتنا، ولكن فشلت رهاناتهم وها نحن نحتفل بأعيادنا الوطنية بفضل الله وبفضل جهود القيادة السياسية ممثلة بالمشير الرئيس عبدربه منصور هادي الذي يستحق منا كل التقدير والامتنان لما يبذله من جهد جبار لإخراج اليمن إلى برّ الأمان من المحنة المحدقة التي نمر بها.. وكما نقدم شكرنا للحكومة الوطنية والقيادات العسكرية لما يبذلونه من جهد في أداء واجبهم البطولي والوطني في حماية وأمن واستقرار البلد. وما نطلبه منهم هو سرعة البت ومحاكمة كل مرتكبي حادث جريمة السبعين وإفضاحهم على الملأ ليكونوا عبرة لمن تسول له نفسه العبث بأمن واستقرار البلد، وهذا يتطلب منا جميعاً الوقوف بحزم وقوة وتكاتف كل أبناء الوطن وكل الجهود المخلصة والغيورة على وطنها الوقوف مع القيادة السياسية والحكومة الوطنية ضد هذه الجماعة الإرهابية الإجرامية. وما نجاح مؤتمر أصدقاء اليمن والدول المانحة التي خرجت نتائجها إيجابية ومنها دعمهم بوحدة وأمن واستقرار اليمن إلا دليل واضح على أهمية الوحدة اليمنية، ولا ننسى أن نقدم شكرنا للملكة العربية السعودية التي تقف إلى جانب اليمن في دعمها المادي والمعنوي وكل من عمل على دعم وإيجاد أمن واستقرار اليمن. الوحدة اليمنية عزتنا وماضينا التليد، ولا يجب أن نحمل الوحدة أية أخطاء أو سلبيات أو ممارسات رافقت زمن الوحدة، فهي تعتبر حدثاً وإنجازاً تأريخياً لليمن خاصة وللأمة العربية عامة، لذلك يجب عدم المساس بها. ومن هذا المنطلق نستطيع أن ندرك عمق الوحدة اليمنية في نفوس أبناء اليمن، وكذلك لا ننسى كل من سعى وعمل على تحقيق الوحدة من بداية الترتيبات وعبر تلك المحطات النضالية التي تعد اختباراً حقيقياً لمشاعر وأحاسيس الشعب اليمني، ولا نستطيع أن ننكر أن حب الوحدة يجري في عروق كل يمني لذا وجب الوقوف صفاً واحداً ضد أية مؤامرة أو محاولة لتفكيك وتجزئة اليمن، وعلينا أن نتصدى بحزم لكل الأعمال المضرة بالمصالح العليا للوطن وتستهدف وحدته وأمنه واستقراره، وهذا لا يتحقق إلا بالوحدة والحوار الوطني تحت سقف الوحدة من قبل كل أبناء اليمن الواحد. رئيس منتدى الوحدة الثقافية بإب رئيس منتدى الوحدة الثقافية بإب