قرأت خبرا مفرحا من موقع أخبار الإمارات مفاده أن الشيخ خليفة بن زايد أمر بصرف مبلغ نصف مليار درهم إماراتي بصورة عاجلة معونة لليمن على شكل مواد غذائية تقوم بشرائها من داخل السوق اليمنية « جمعية خليفة بن زايد الخيرية ». وعلى أساسها تقوم هذه الجمعية بالتعامل مع الجمهور مباشرة وتتمثل بالسكر والقمح والحليب والزيت. وقبل أن أعلق على مضمون الخبر ، أتقدم نيابة عن الشعب اليمني بالشكر والامتنان لدولة الإماراتالمتحدة ممثلة برئيسها الشيخ / خليفة بن زايد على هذا الكرم والتضامن مع شعب اليمن المثقل بالمعاناة ، والمحاصر بأنياب الفقر. وأتساءل وربما يتساءل معي الكثير من المواطنين المستحقين فعلا للدعم: كيف يمكن لهذا الدعم أن يصل لمستحقيه من الفقراء المعدمين والعاطلين عن العمل وهم كثر. فكم من معونات تصل باسم هذا الشعب المقهور من دولة الإمارات وغيرها سواء نقدية أو عينية كانت تذهب معظمها إلى جيوب ومخازن كبار المسئولين والمشايخ ، وعندما بدأت أصابع الاتهام من قبل الجهات الداعمة لبعض هؤلاء المسئولين والمشايخ الذين لا يخافون الله شكلوا منظمات مجتمع مدني ودعموها من الباطن ، وسحبوا الدعم والمعونات الخارجية عن طريقها. ترى من سيحدد المستحقين من الشعب للمعونة ؟ وما هي الآلية الملائمة التي ستتبعها جمعية خليفة بن زايد الخيرية كي تتمكن من إيصال المعونة لمستحقيها ؟. ما أقوله لا يعني عدم ثقتي بالإخوة من الإمارات وحرصهم ورغبتهم الأكيدة لتوصيل المعونة لمستحقيها وإلا لما كلفت جمعية خليفة الخيرية نفسها للمجيء إلى اليمن ، والقيام بهذه المهمة الإنسانية النبيلة. فما نخشاه فقط هو أن تتم الاستعانة دون قصد بأناس من بلادي غير أمناء على الفقراء من أبناء شعبهم ، فهناك الكثير من الأدلة التي تجعلنا نتخوف ممن يدعون بأنهم يفعلون الخير من خلال جمعياتهم الخيرية ولكن للأسف الشديد فإن معظم المسئولين عن تلك الجمعيات كونوا ثروات خيالية من ظهر الغلابى ، وجمعوا باسمهم الأموال الطائلة. هل تتصوروا بأن الكثير من أبناء بلادي وخاصة في تعز الثائرة على الظلم من الفقراء والأيتام والنساء الأرامل والمطلقات لم يتمكن منذ زمن بعيد من إدراج أسمائهن ضمن صندوق الرعاية الاجتماعية بسبب عدم وجود الواسطة أو ما يسمى بفيتامين واو. فمثلا هناك امرأة مطلقة وليس لديها مصدر دخل قدمت منذ سنوات عديدة لصندوق الرعاية الاجتماعية فلأنها لا تملك الواسطة قيل لها أنت تستحقين ولكن ما فيش مجال فعندما يتوفى أحد ممن نساعدهم سنضم اسمك بدل متوفٍ، وصدقت المرأة المطلقة العذر الذي طرحه مسئول الصندوق، وبدأت رحلة البحث عن متوفٍ له مساعدة من الصندوق وكلما وجدت متوفياً حضرت العزاء ، وبلغت الصندوق بذلك فقيل لها تعالي بعد شهر ، وعندما عادت تسأل عن المعونة يرد عليها قائلا : للأسف طلع له أقارب محتاجون سجلوا بدلا عنه. طبعا هذه مجرد حكاية للمغلوبين من آلاف الحكايات المؤلمة ليس فقط في صندوق الرعاية الاجتماعية وإنما أيضا في صناديق معظم إن لم نقل جميع الجمعيات الخيرية الأهلية والحزبية. لذلك فإننا نلفت انتباه جمعية خليفة الخيرية بتحري الدقة في اختيار شخصيات مشهود لها بالنزاهة للتعاون معها في فعل الخير ، وتحديد المستحقين للمعونة وفق معايير محددة. وأكرر شكري وامتناني لدولة الإمارات حكومة وشعبا لما تقدمه لليمن من معونات تأتي في وقتها، ونتمنى أن تكون أي معونات قادمة تتمثل في ايجاد فرص عمل للشباب اليمني المؤهل ، والمساعدة في تأهيل ولو جزء يسير ممن لم يتمكنوا من التأهيل. [email protected]