التناولات الإعلامية التي لاتلتزم حدود الأدب والأخلاق لاتعبر إلا عن السلوك العدواني الذي يريد الهلاك للبلاد والعباد, ولايقبل بذلك إلا من في قلبه مرض وتجار الحروب والأزمات, لأنهم لايرون أنفسهم إلا في مثل تلك التناولات التي أساءت إلى الدين والوطن والإنسانية. إن من يريد الصلاح والانطلاق صوب المستقبل الأكثر إشراقاً وبناءً وإعماراً وتنمية وإبداعاً وإنجازاً لايمكن أن يقبل بسياسة الشماتة والسخرية, وإذا أراد السخرية فعليه أن ينظر إلى عيوبه قبل الشماتة بالقضاء والقدر, وله أن يسخر من نفسه أولاً وأن يدرك ماالذي فعله بالشعب غير الدمار والهلاك الذي حل على اليمن منذ بداية 2011م وحتى اليوم, وإذا كان الخراب والدمار وانهيار الأخلاق إنجازاً فبئس التفكير, وإذا كان الانتقام والشماتة غاية الحاقدين على الوطن فماذا بقي لديهم من الحقد والانتقام ليظهروه على الملأ؟ إن البناء والإعمار والإنجاز والإبداع والتحديث والتطوير لايمكن أن يتم بالشماتة والغواية وسوء النية, ولايقوم به من يسلكون طريق الشر والغدر والخيانة ولايقوم به إلا أولو العزم والقوة الذين ترفعوا فوق الصغائر ونذروا أنفسهم للإعمار والبناء وإنجاز المهام الوطنية الكبرى التي تحقق الخير العام للناس كافة. إن السائرين على درب الغواية سيظلون على ذلك النهج, لأن حياتهم بُنيت على هذا الاتجاه ومابني على باطل سيظل باطلاً, ولذلك فإن المطلوب من النبلاء والشرفاء في كل القوى السياسية أن يجهروا بالقول الحق الذي يصلح الشأن ويزيح الغمة ويعيد الحياة إلى طبيعتها وبروح المسئولية الوطنية والدينية والإنسانية, فقد ضاق الشعب ذرعاً بسوء الأفعال والأقوال التي ألحقت الضرر بالقيم والمثل الدينية والوطنية والإنسانية, وبات الحوار السبيل الوحيد لنزع فتيل الفتنة والفوضى ليحيا الشعب حياة كريمة بإذن الله.