الديمقراطية تتطلب المصداقية مع الشعوب في طرح برامجهم الانتخابية، وفقاً لما يراه المرشح المستقل، أو وفقاً لطبيعة فكر وأيديولوجية ونظرة الأحزاب والتنظيمات السياسية.. فنحن كما نعلم أن لكل حزب فكرة، وأيديولوجية، ونظريته في الحكم، وتصوره للدولة..وعليه فإن مرشح أي حزب كي يكون صادقاً شفافاً مع الشعب (الهيئة الناخبة) عليه أن يطرح فكرة وتصور حزبه عن الدولة سواء كان هو المسئول عن برنامجه الانتخابي، أم كان الحزب.. لكن الذي يحصل أن المرشحين يضعون برامج انتخابية بعيدة كل البعد عما يعتقدون فعلاً، ومخالفة لما يؤمنون به، وسيقومون بتطبيقها أثناء حكمهم. الناس، أوالناخبون يعلمون تماماً كذب وعدم مصداقية هذه البرامج، وعدم مصداقية المرشحين(رئاسياً، أو نيابياً) في دعايتهم الانتخابية، ومع ذلك لايتخذون مواقف صحيحة، وسليمة من هؤلاء المرشحين، ويعلمون أن الناس لم يعد ينطلي عليها الكذب والدجل والتضليل والزيف، وأنهم يعلمون أفكار، وأيديولوجيات، وتصورات الأحزاب المخالفة للبرامج الانتخابية، وأن المرشحين سيكونون بعد نجاحهم مع العمل بأفكار وتصورات، وأيديولوجيات أحزابهم، وليس حسب ماوعدوا به المرشحين في برامجهم الانتخابية. ونحن نعلم أن الأحزاب والإنتماء إليها يعني الإلتزام بأيديولوجياتها وأفكارها، وتصوراتها للحكم، وأن المرشح بعد نجاحه سوف يعمل وفقاً لتوجيهات الحزب، أو الرجل الأول في الحزب الذي تختلف تسميته من حزب إلى آخر، فهو أمين عام في بعض الأحزاب، ومرشد عام في البعض الآخر أي أن المرشح سيكون عبارة عن(آلية) تنفذ التوجيهات والتعليمات الصادرة عن الحزب(الأمين العام أو المرشدالعام) اللذين سيكونان الحاكمين الفعليين. وعليه لابد من المصداقية فأنت كحزب أو تنظيم تنزل مرشحاً للرئاسة أو مرشحين للبرلمان عليك أن تطرح ماتؤمن به في أيديولوجيتك وتصورك للدولة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وقناعاتك في إدارة شئون البلاد والعباد داخلياً وخارجياً، دون الكذب والخداع للمواطنين وللشعوب للاستحواذ على أصواتهم ثم تمكر بهم فلايجدون إلا الهم والغم والكرب.