ليس من العقل ولا المنطق أن يقام تمرد عند كل قرار بتغيير قائد معسكر وأن لا يسلم هذا اللواء أو ذاك إلا بعد (إخراج الخُبر ) وإراقة ماء الوجه واحراجنا أمام العالم .. كان المفترض أن يعطي التمرد في سلاح الجو درساً بليغاً بأن لا تراجع على التغيير وتوحيد الجيش .. وأن عبد ربه هادي ليس فرداً عادياً وإنما رئيس للجمهورية اليمنية يمثل إرادة شعب يتوق للتغيير خرج لانتخابه الملايين في أحرج الظروف وهذا مافهمه الرجل جيداً .. أهم المهمات الوطنية للتغيير والاستقرار وبناء اليمن الجديد هو توحيد الجيش وإخراجه من المزاج الفردي .. لقد دفع الجيش والشعب ثمناً فادحاً نتيجة الزج به في الزاوية الصغيرة ، وهذا ما استوعبه ضباط وأفراد الجيش والحرس الجمهوري تحديداً لأنهم قبل غيرهم قد عانوا من النظرة التمييزية والانتقاء وغياب المعايير الوطنية ..إن الجيش هو كبرياء هذا الوطن الكبير وأفراده بلا شك سينحازون لهذه الكبرياء العظيمة الواسعة الأفق ،وهذا ما صنعه أمس أفراد اللواء الثالث حرس جمهوري الذي قرر أفراده الانحياز إلى الوطن والتمرد على التمرد وإنقاذ اليمن من حرب قد تنفجر في أي لحظة . لقد سجل أفراد الحرس الجمهوري في أكبر ألوية الجيش رسالة للداخل والخارج مفادها أن الصبر اليمني مثمر وأن الحكمة اليمنية غلابة في آخر المطاف وأن المعركة التي تدور بصمت في صنعاء بخصوص الجيش هى معركة أدمغة و خيارات وطنية من عدمه .. وأن الجيش سيختار حتماً الخيار الوطني وهو بهذا يضع اللبنات الأساسية لوطن كبير وجيش عظيم .. وما فعلوه من طرد التمرد وتمكين العميد عبدالرحمن الحليلي المعين منذ أكثر من شهرين من رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة يعد البيان الأول من الحرس الجمهوري الواضح لصالح التغيير والاستقرار والشرعية الدستورية والشعبية .. وبقدر ما قدموا من خدمة جليلة للوطن والشعب فقد قدموا بنفس الوقت خدمة كبيرة وذهبية للرئيس السابق وأولاده ... وهى حركة ايجابية ستدفعهم دفعاً للاتجاه إلى الطريق الصحيح ، حيث من المفترض أن يترك الرئيس السابق من يوم تسليمه السلطة كل شيء بشكل حقيقي لا ( صوري) وأن يبقى رئيساً سابقاً ومحافظاً على مكاسب الخروج المشرف .. وأن لا يترك له لا رقبة ولا يداً ولا رجلاً في الجيش الذي هو جيش الوطن .. وليس رقبة لعلي صالح .. ولا لأي كان ..هو جيش يحمي الوطن والشرعية والدستور وينفذ اوامر الرئيس وقيادة البلاد الشرعية.. وهذه المفاهيم هي التي يجب أن ترسخ في الجيش كأهم نتائج الثورة الشعبية ومعاناة اليمنيين ليتفرغ الناس لبناء اليمن الجديد، ويتفرغ الجيش لحماية الوطن وسيادته . لقد استقبل القائد الحليلي استقبالاً كبيراً من قبل أفراد اللواء لكنهم لم يهتفوا باسمه ولاحتى باسم الرئيس هادي لقد كان هتافهم بالروح بالدم نفديك يايمن ...وهذا هو الفرق بين الأمس واليوم يحق لليمن أن تفرح ويحق للثوار أن يفخروا بشهدائهم، وأن يرموا بالرماد والوحل في وجوه من يحاولون التقليل من شأن الثورة. [email protected]