الكتاب القادم للصديق الإعلامي القدير صالح القاضي رصد كرنولوجي ناجز لحدث زلزالي عصف بكامل العالم العربي، وأفضى إلى نتائج تجاوزت كل التوقعات والمقاربات السياسية الافتراضية والواقعية، وكانت اليمن في قلب المعمعة.. رصداً، ومقاربات، واجتهادات، ووقائع، مما حدا بالباحث المؤلف إلى التداعي الحر مع تفاعلاته السياقية الجبرية، بوصفه مراقباً سياسياً، وإعلامياً تميز دوماً بحضور استثنائي في ملف الربيع العربي. * * * في هذا الكتاب الهام يقدم لنا المؤلف الأستاذ صالح القاضي مصفوفة من الوقائع المرصودة؛ باختيارات رائية، وتتبع مُحايث لما حدث في الساحة اليمنية، متمثلاً الخصوصية اليمنية في زمن الربيع العربي، نابشاً في تضاريس الجغرافيا المشهدية السياسية بشقها الملحمي الشعبي الذي لوى أعناق المراقبين، وعصف بالصورة الذهنية النمطية عن يمن ما قبل الانتفاضة.. أيضاً في بُعدها الميلودرامي التراجيدي في ساحات الحرية والشرف والكرامة التي قابلها سلطان البؤس والعنت بالقتل المجاني، فنزفت دماء الشباب الأعزل الباحث عن كوة نور وسط الظلام الدامس، والتحقت المعارضة بطيوف ألوانها المُشرْعنة وغير المُشرْعنة بالحالة، فتسامت إلى ذُرى المِثال، بعد أن وحّدت موقفها، وأثبتت بالممارسة عبقرية الشهيد الراحل جار الله عمر، مؤسس اللقاء المشترك، صاحب النظرة الميتافيزيقية الإستباقية الناظرة للمستقبل واستتباعاته، والمنغرسة في أساس الحكمة السياسية، والشجاعة الأدبية.. ثم جاءت المُبادرة الخليجية الحميدة، والتناغم الدولي الأممي الشامل المؤيد لها، فقدمت أرضية راسخة للذهاب بعيداً في الانتقال السلمي للسلطة؛ رغماً عن منارات النظام الأبوي البطرياركي، وتمسُّكه الواهم بمفاجآت الوقت الضائع، متناسياً دهاء الدهر وقوة التاريخ. [email protected]