عندما تتوافر الإرادة السياسية موازية للإرادة الشعبية فإن النتائج تكون باهرة, ويكون النصر مؤزراً. جمع رئيس الجمهورية قيادته العسكرية وقال لهم: هناك أمامكم أقل من شهر لطرد القاعدة في (أبين), فانطلق الأبطال, مسنودين بأبطال اللجنة الشعبية، وكبدوا هؤلاء الأغرار خسائر فادحة، ودحروهم بشكل فاجع وماحق. استغل رجال القاعدة - كما يقول خبراء عسكريون يمنيون - طبيعة المنطقة التي يمتد ساحلها ما يزيد على 280 كيلومتراً مربعاً, كما استغلوا الجبال والهضاب للتدريب والإمداد, وتنفيذ عمليات عصابية إجرامية, وبدعم غير محدود من أصحاب مصلحة. أرهب رجال القاعدة الشعب اليمني قاطبة؛ فأعلنوا أبين (عاصمة إسلامية) لدولتهم القادمة, وبدأوا بتشويه الإسلام ورسالته, فقاموا بتنفيذ حدود؛ إعدام وقطع أيدٍ وأرجل، مما اضطر مئات الألوف أن يغادروا منطقتهم خوفاً من هذا الإسلام (المشوّه). وبإجماع الشعب استرد الجيش اليمني اعتباره، وعرف شعبنا أن هذا الجيش لا يقهر متى ما توافرت له إرادة سياسية وإمكانات ضرورية.. وبدأ هذا الجيش يقطف ثمار تعيينات جديدة أصدرها فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي - رئيس الجمهورية - القائد الأعلى للقوات المسلحة. فالتهنئة للشعب اليمني ممثلاً بقيادته السياسية الحكيمة المجربة، وتحية لكل الأبطال وفي مقدمتهم: محمد راجح لبوزة، والشهيد سالم علي قطن، ومحمود الصبيحي، ومشعل رجب، والصوملي، وكل أفراد وضباط وصف القوات المسلحة واللجان الشعبية الصامدة الصبورة. إن ما تحقق في (أبين) مصدر فخر لكل يمني، ويثبت أن أية عقيدة فاسدة تحمل طابع العصبية والفهم المغلوط للإسلام الصافي النقي لا يمكن أن تعيش وتنمو جذورها في تربة اليمن، أرض اليمن والحكمة وخؤولة النبوة المباركة. لقد اعترفت القيادة الأعلى للقوات المسلحة ببطولة المحاربين الأبطال فمنحتهم الأوسمة الأعلى اعترافاً ببطولتهم، ولابد من تتبع أوكار المغرر بهم، وإتاحة الفرصة لمن تاب منهم للعودة إلى الطريق المستقيم, والمطلوب أن تقوم الدولة ببناء هذه المنطقة ومدّها بكل الإمكانات؛ فهي منطقة مظلومة من زمن بعيد..