الانتصارات الكبيرة التي حققتها القوات المسلحة والأمن الباسلة ورجال اللجان الشعبية الأبطال على عناصر القاعدة وما يسمى بأنصار الشريعة في أبين هي في اعتقادي ثمرة توافر الإرادة السياسية والعسكرية العليا.. وثمرة تعاملها بجدية وإصرار وعزيمة لا تلين لاجتثاث شأفة الإرهاب وضربها في أوكارها بلا هوادة. وبالتالي فهذه الانتصارات تعكس حنكة وشجاعة القيادة السياسية والعسكرية ممثلة بالرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة. العامل الثاني لهذه الانتصارات يتمثل في وحدة الإرادة السياسية والعسكرية، التي انعكست بجلاء في وحدة القيادة العسكرية الميدانية ووحدة قرارها. وهي قيادة موحدة مهنية محترفة, كان على رأسها اللواء الركن محمد ناصر أحمد وزير الدفاع، ومعه الشهيد البطل اللواء الركن سالم على قطن قائد المنطقة العسكرية الجنوبية، بإشراف وتوجيهات مباشرة من رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة المشير عبد ربه منصور هادي. ومن العوامل المهمة أيضاً: اختفاء أو انكماش مساحة أو مصادر التواطؤ التي كانت تحصل عليها الجماعات الإرهابية على الأصعدة العسكرية والاستخباراتية والإعلامية، وحتى على صعيد الحصول على الأسلحة بما فيها الأسلحة الثقيلة.. هذه الدوائر والمصادر بدأت بالفعل تضيق وتكاد تختفي رغم وجودها حتى الآن. وقد يتساءل البعض ماذا عن الدعم العسكري الأمريكي؟! أعتقد أن هذا الدعم كان يوظف لتصفية حسابات مع الخصوم، ولا يوجه عملياً في المسار الصحيح لمواجهة الإرهابيين، بينما الدعم المادي من الأصدقاء والأشقاء كان يذهب إلى جيوب نافذين فاسدين ولا يستخدم بصورة فاعلة لمحاربة هذه الجماعات الإرهابية.. ولأول مرة هذا الدعم بشقيه العسكري والمادي يتحرك في مسلكه المطلوب ويصيب أهدافه. الدرس المهم من هذه الانتصارات الذي تعلمناه هو ضرورة وأهمية إعادة وحدة القوات المسلحة والأمن واستعادة لحمتها وإنهاء الانقسام الحاصل فيها بأسرع وقت ممكن؛ لتكون تحت قيادة مهنية موحدة، حتى تستطيع أن تؤدي دورها في حماية الوطن من الأعمال الإرهابية والتخريبية، وبما يوفر مناخات نجاح التسوية السياسية وتنفيذ كامل بنود المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمّنة. [email protected]