جدير أن نطلق عليه بطل النصر على الإرهاب في أبين .. ورمز وحدة القوات المسلحة والأمن .. ونموج القائد العسكري الوطني الذي أظهر، خلال حياته العملية, كفاءة قيادية متميزة، تتسم بالتفاني والإخلاص وروح التضحية والفداء في سبيل الوطن والواجب المقدس. إنه الشهيد البطل اللواء الركن سالم علي قطن الذي جسد مواقف مشرفة في المناصب القيادية العسكرية المختلفة والمتدرجة التي تقلدها، وأثبت، من خلالها، أنه القائد الفاعل الذي يرتقي, دائماً، بوحدته العسكرية في مدارج البناء العسكري النوعي، وفي مستوى الواجب الوطني المقدس والمهام الجسام تحت كل الظروف! ولكن لماذا استهداف حياة اللواء قطن بالذات، دون غيره وفي هذا التوقيت بالذات؟ ولماذا القيادات العسكرية والأمنية التي كانت في نفس المكان لم تطلق عليهم (طماشة) طيلة عشرين عاماً.؟! صحيح أنهم أرادوا اغتيال انتصار أبين في مهده .. وصحيح أن العملية ردة فعل في الرمق الأخير من انتزاع الروح لهذه العصابات الإرهابية. وصحيح أن هزيمة هذه العصابات وتشتتها، يدفعها الى الأعمال الانتحارية اليائسة بالأحزمة الناسفة المميتة..! وصحيح أنهم أرادوا باغتيال اللواء قطن، أن يعيدوا الوحدات العسكرية في تلك المنطقة الى المربع الأول من الانقسام وتعدد مصادر القرار وانعدام وحدة واحترافية القيادة وغياب الإرادة التي كانت جميعها سائدة لسنوات طويلة..! وصحيح أيضاً أنهم أرادوا إيصال رسالة موجعة للرئيس القائد عبدربه منصور هادي .. ورسالة أخرى لوزير الدفاع اللواء محمد ناصر أحمد..! والصحيح أن استشهاد البطل اللواء قطن لن يزيدنا إلاَّ إصراراً وعزيمة على مواصلة الحرب على الإرهاب .. وعلى المضي في عملية إعادة توحيد القوات المسلحة والأمن وإنهاء الانقسام الحاصل فيها .. وتنظيمها وبنائها تحت قيادة عسكرية مهنية موحدة .. وعلى الالتفاف حول قيادة الرئيس هادي من أجل نجاح التسوية السياسية والعبور بالوطن إلى بر الأمان. كل هذا صحيح .. وهناك أشياء أخرى صحيحة لا يتسع الحيز لتناولها..! ولكن الصحيح جداً هو أن ننتظر ما تحمله الأيام القادمة في بطونها بشأن هذه الحادثة المشؤومة..! [email protected]