تسمر العالم العربي لأول مرة أمام تنافس حقيقي للرئاسة في أكبر دولة عربية .. لم نعرف هذه المتابعة ولا هذه الأعصاب ولا هذا التوتر ولا حبس الأنفاس .. إلا في مباراة كرة القدم النهائية عند الهواة .. هكذا فرغنا حماسنا حين لم نجد ما نعمله أو ما ننافس عليه ؟! .. حفظ الله مصر .. وحفظ الله العرب جميعا.. مصر وضعت الحجر الأول في بناء القوة العربية في القرن الواحد والعشرين تلك الطاقة التي رأيناها في ميدان التحرير .. لابد أن تتفجر ابداعاً وتلك الوحدة التي تجلت بين القوى والتيارات الوطنية والثورية لابد أن تثمر حضارة قادمة ووعياً وطنياً يغيب كل الولاءات الضيقة التي دمرتنا حزبية أو مناطقية أو طائفية أو ما شابه. سقطت كذبة الدولة الدينية في مواجهة الدولة المدنية و(فوبيا) الإسلام السياسي والتخويف من القوى الاسلامية.. أنا فخور جداً .. بمصر عظيمة .. فخور بشباب الثورة.. فخور بالإخوان المسلمين .. وصلابتهم المدهشة لقد قال لهم الجميع يوم إلغاء البرلمان قبل يومين من الانتخابات انسحبوا ما فيش فائدة كنا جميعاً نريدهم أن ينسحبوا لو أنهم انهزموا لكان الانسحاب ضربة لقلب الثورة وستعود الأمور الى الصفر زائد فقدان المعنويات.. لقد ذهبوا يديرون المعركة الانتخابية في مواجهة الأعاصير الداخلية والخارجية فاتحين قلوبهم لكل القوى الثورية باعتبار المعركة معركة مصر وليس معركة الإخوان وحدهم.. كانوا مدهشين بدقة الأرقام التي قدموها حيث لم تختلف مع ما أعلنته اللجنة الرئاسية.. فخور بالقانون الانتخابي المحصن الذي يعتمد على الفرز والتوقيع في كل لجنة حتى تغلق الأبواب أمام فرص ونوايا التزوير ؟!.. فخور بالحركات الثورية والقوى التي ساندت مرشح الثورة ولم تستجب لحملة التعبئة.. واصبحوا جزءاً أساسياً كماهم في الانتصار العظيم.. فخور باللجنة الانتخابية ودقتها.. لقد أنقذ إلاعلان النزيه والتاريخي للقاضي فاروق سلطان مصر فعلاً .. فخور بالمجلس العسكري الذي لم يتجاوز الخط الأحمر والذي لم يستمر في (أنا أو الطوفان) ولابد أن يتوقف عن التشبث بالسلطة ويسلمها دون إعاقات.. إن الثورة منتصرة وعجلة مصر لن تتوقف؟! في هذه اللحظة التاريخية التي صنعها شعب مصر أجدني فخوراً بكل مصر.. فخور بمن صوت لأحمد شفيق .. وبأحمد شفيق نفسه في لحظة انتصر فيها الجميع ويجب أن يحافظوا عليها من أجل عيون مصر، فانتصار الديمقراطية هو انتصار للجميع. لقد بدأت شمس مصر اليوم وبدأت معها المعركة الحقيقية لبناء مصر الجديدة.. لقد انتصرت الثورة في اهم مراحلها لكن التحدي لم ينته بعد... لقد كان انتصاراً لكل ثورات الربيع العربي بغض النظر عن العقبات والقيود.. لأن الخسارة كانت ستمثل ضربة معنوية كبيرة للثورات كلها، فما يجري في مصر يؤثر على الوطن العربي، وكان محمد البلتاجي رئيس مجلس الشعب المصري قد هنأ الشعب المصري والشعب اليمني والليبي والشعب التونسي وكل الشعوب العربية... نعول على ما يجري في مصر الكبيرة التي بدأت أمس عظيمة حقاً بكل اهلها بلا استثناء. [email protected]