حسم مرشح الإخوان المسلمين في جمهورية مصر الشقيقة التنافس الرئاسي لصالحه بفارق قيل بأنه تجاوز ال 800 ألف صوت، وكانت أجمل صورة عُكست في ختام العرس الانتخابي المصري هي التهنئة التي وجهها المرشح المنافس الفريق أحمد شفيق للرئيس المصري الجديد محمد مرسي، وهي الصورة التي ما كانت لتكون أو تسجل من الدكتور محمد مرسي إن فاز أحمد شفيق برئاسة مصر؛ كون الإخوان كانوا سيعلنون رفضهم للنتيجة وسيقيمون على أثرها الدنيا ولن يقعدوها. انتهت الانتخابات الرئاسية المصرية، وأصبح مرسي الإخوان رئيساً لمصر بعد مشهد انتخابي عاصف شابه التهديد والوعيد، والنيل من مرشح «الفلول» الفريق أحمد شفيق وبكل الوسائل الأخلاقية واللاأخلاقية. أصبح مرسي رئيساً لمصر.. ونال ثقة قرابة الثلاثة عشر مليون ناخب مصري الذين منحوه الرئاسة المصرية بعد مقاطعة أكثر من خمسة وعشرين مليون ناخب مصري لهذه الانتخابات، والذين لو شاركوا فيها كانت المعادلة ستتغير ولن يصل الإخوان إلى كرسي الرئاسة. نعم سقطت مصر أخيراً في يد الإخوان بعد قرابة الثمانين عاماً، وهو عمر هذه الجماعة التي كان لها أحداث ومشاهد لا تنسى مع كل الرؤساء المصريين بدءاً من الملك فاروق ومروراً بعبدالناصر والسادات وانتهاءً بمحمد حسني مبارك.. والجميع يعلم تفاصيلها وغير خافية على أحد. وماذا بعد أن وصل الإخوان إلى رأس السلطة في مصر؟ هل يفي مرشح الإخوان الدكتور محمد مرسي بتعهداته التي قطعها على نفسه أمام الشعب المصري، وعلى ضوئها تم منحه الثقة؟ هل تكون الدولة في مصر مدنية أم دينية؟ وهل ستشهد في قادم الأيام نفس الوقائع التي تشهدها تونس اليوم. وباختصار هل تستقر مصر أم يكون هذا الصعود الإخواني لرئاسة مصر بداية العاصفة التي ستغير مجرى الحياة المصرية وتشتد معها الفتن الطائفية والمذهبية لاسيما بين المسلمين والأقباط الذين يصل عددهم إلى قرابة الثمانية ملايين آدمي إن لم يكن أكثر من إجمالي السكان المصريين؟!.. في اعتقادي أن مصر ستستقر إن أوفى مرسي بتعهداته السياسية التي أوضحها في برنامجه السياسي، ولم يجعل القرارات الرئاسية محصورة بيد المرشد الذي قد يكون هو الرئيس الفعلي لمصر خلال هذه المرحلة!.. انتهى زمن العسكر في مصر، وبدأ زمن العدو اللدود لهم الإخوان المسلمين، فهل تتجانس العلاقة فيما بينهم ويرضخ الإخوان للقرارات الدستورية «الإعلان الدستوري» التي أصدرها المجلس العسكري وقلص من خلالها صلاحيات رئيس الجمهورية أم يستمر الجدل حول هذه القضية التي من الصعب أن يقبل بها الإخوان، ومن الصعب أيضاً أن يتنازل عنها المجلس العسكري، مهما كانت التحديات؟!.. وربما تكون هناك صفقة قد تم إبرامها بين الجانبين، وكانت ثمن هذا الوصول الإخواني إلى رأس السلطة!.. وبالتأكيد الأيام القادمة ستكشف لنا الكثير من الخبايا والكثير من الإجراءات التي ستوضح بجلاء الطريق الذي تسير عليه مصر في زمن الإخوان المسلمين. ما يهمنا من كل ما حدث هو هل يكون الاستقرار حليف مصر في قادم الأيام والأشهر؟ وهل يظل مرسي وفياً لمبادئه التي قطعها على نفسه أمام الجماهير الشعبية أم سينقلب عليها..؟. وهل ستتغير السياسة الخارجية المصرية ويبقى مرسي كما وعد ملتزماً بكل الاتفاقيات المصرية مع الخارج المصري وفي مقدمتها اتفاقية كامب ديفيد التي ظلت جماعة الإخوان المسلمين طيلة السنوات الماضية تطالب النظام السابق بإعادة النظر حولها.. وأخيراً ما هو المشروع الحضاري الذي سيأتي به مرسي للشعب المصري؟!.. أسئلة كثيرة متبوعة بالقلق لاسيما وأن الإخوان المسلمين لا يستقرون على رأي أو قول، ودائماً يغيرون توجهاتهم وآراءهم ومبادئهم، والشواهد كثيرة ولا تحتاج إلى تكرار. [email protected]