دائماً يبقى صوت المثقف الحر هو القيمة الناهضة، صوت الصرخة الرائعة ضد الاستبداد، الصوت الذي لا يتحيز إلا للوطن، صوت الثورة المثالي المنفتح الذي ينشد المدنية والعدل والكرامة والمساواة والديمقراطية للجميع، فيما لا يقبل أبداً تسويغات المشاريع الصغيرة. ذلك ما تكشفه الرسالة التالية للصديقة السورية العزيزة الشاعرة رشا عمران, والتي كتبتها بشجاعة مشّرفة لا يمكن المزايدة عليها، وبيقين أن هوية الشعب السوري العظيم واحدة غير طائفية ضد العسف والطغيان والغشم والتسلط. **** [لم أعرف نفسي كعلوية أبداً، ولم أتخيل طيلة حياتي أن أحشر يوماً في زواية الانتماء الديني فكيف بالمذهبي.. ومع الثورة السورية ومع استخدام بشار الأسد ونظامه لأبناء الطائفة العلوية كي يكونوا وقوداً له في وجه إخوتهم في الوطن، ومع ازدياد أعداد ضحايا هذا المجرم من الشباب العلويين الذين يموتون وهم يعتقدون أنهم يدافعون عن سوريا، ومع وجود عشرات الآلاف من شهداء الثورة السورية ومئات الآلاف من المعتقلين والمهجرين ومع التدمير المنهجي لسوريا الأرض والمجتمع ومع التضحية بمستقبل طائفة بكاملها من أجل أن تبقى عصابة إجرام تعتقل سوريا وتاريخها وحاضرها ومستقبلها، فإنني أطالب - أنا رشا عمران المواطنة السورية ذات المنبت العلوي- المجتمع الدولي بتحويل بشار الأسد وعصابته بكاملها إلى محكمة الجنايات الدولية لتحمله مسؤولية كل نقطة دم سورية أهدرت في سوريا من السوريين جميعاً دون استثناء ولمسؤوليته عن تدمير بنية المجتمع السوري والعبث الإجرامي بمكوناته الأساسية وتحويل الشعب السوري بكامله إلى قاتل ومقتول..]. حقاً طوبى لسوريا الفذة التي تحملها روحك يا بنت عمران.