إلى واحد يحاول أن يستغبي وينكر أن هناك ممارسات طائفية في اليمن ثم يعترف نسبياً وعلى استحياء، لكنه لا يريد تحميل الطرف الذي ينتمي إليه كل المسؤولية، مع أننا نحمل كل الأطراف المسؤولية ذاتها وبشكل متساو، خلافاً لصاحبنا هذا الذي لا يريد أن يفهم على ما يبدو وإن حاول فبصعوبة بالغة يتعمدها ثم بتشويه لمن يقف ضد خطاب الطائفية أصلاً. المهم أحب أن أقول له مع ارتفاع صوت الأذان الآن: إن نظرتك المتغافلة عجيبة.. إنك كمن يذر الرماد فوق العيون، أو أنك كمن يستفيد من استمرار صراعات الطائفية المقيتة بدلاً من أن ينتقد كل الأسباب التي تؤدي إليها، وفي السياق إدانة كل القوى التي تساهم فيها (لكن بدون تحيز وبمسؤولية وطنية ذات ضمير وطني عال كما نأمل).. ثم إن نظرتك وهي تحاول - بعد الاعتراف النسبي بخطاب الطائفية القائمة- أن تصنف كل من ينتقد هذا الخطاب في المجتمع بأسلوب «معانا ولا معاهم»: نظرة سطحية واحتيالية بل وماكرة جداً.. ذلك أنك كنت تجاهد قبلها بالاستغفال المتعمد الأشد عجباً - للأسف - عن كل حصاد الصراع الحوثي الإصلاحي مثلاً أو الحوثي السلفي.. ويا ترى ماذا كنت تسمي ذلك بالله عليك؟ «مجرد صفاط يعني»؟ .. يا عزيزي إن أكبر من سيساهم في تصعيد هذا الخطاب الخطير هم الذين لا يقرون به وبمخاطره كما لا يصرخون في وجهه وليس العكس. .والحاصل أن هذا الخطاب الطائفي المذهبي قائم ويتوسع أكثر بالتعصب والتعصب المضاد، كما بسبب عدم تفعيل قيمة الدولة، وبالتأكيد تبتهج له عدة الأسلحة القبلية المنقسمة بين الطرفين، وأظنك تعرف ذلك جيداً حتى وأنت تستعبط؛ إذ مهما حاولت أن تتعامى عن كل هذا الشر أو تجمل قبحه، فإنها السلبية منك لا الإيجايبة التي تظنها وأنت تسمي نفسك مثقفاً!. لذا أنصحك أن تفتح عينيك بشجاعة كما أتمناك.. ولتأخذ في الحسبان ما لايزال يفعله إرث الطائفية المناطقية مطلع ومنزل التي أوجعتنا كمجتمع مراراً مرتبطة بترسبات الطائفية المذهبية القديمة شوافع وزيود، ولتأخذ في الحسبان أيضاً إرث الطائفية المناطقية التي تشكلت بعد حرب 94 شمال وجنوب كذلك. وأخيراً صار عليك أن تفهم جيداً ما يمكن أن تجلبه تفاقمات الطائفية المذهبية الجديدة وهابية واثناعشرية من جنون سوف لن يُحتمل على الإطلاق.