- 1 - مرت إجازة العيد سريعاً كومضة وزاد من سرعتها الحرص على بقائها فكلما حرص الناس على الظل والاستراحة والبقاء أسرعت الشمس لتسحب البساط من تحت الغريب وعابر السبيل ، التشبث بالزمن الجميل يزيد من سرعة جريانه .. مرت أيام العيد للمتوهمين أنهم أكثر سعادة سريعاً كحلم ليل ، بينما مرت على الأقل حظاً ومن يرون أنهم تعساء بطيئاً ثقيلاً كئيباً أيضاً.. التعاسة الكئيبة مثل السعادة المنشرحة كلاهما يدفع للحسرة والبكاء على الأشياء والحالات...الأول يبكي منها والثاني يبكي عليها ؟.. - 2 - قال الطفل لأبيه وهو يلبس بذلته الجديدة : بابا متى سيأتي العيد ؟... وقف الأب عاجزاً أمام هذا السؤال المفاجئ فقد كان يوم العيد يوشك على الانتهاء ولم يكن الأب يعرف أن الطفل يرى في العيد كائناً جميلاً ينتظره ليسلم عليه ويقبله ويعجب ببذلته.. هل يقول له أن العيد جاء وذهب وأنه يوم مثل الأيام ؟ هذا غير مقبول فالعيد مختلف وهذا ما يؤكده الطفل وخياله العبقري الذي يريد جواباً شافياً .. هل العيد يوم كباقي الأيام وإذا كان يوماً فما الذي يميزه عن بقية الأيام حتى صار عيداً يحتفى به ؟ الجواب صعب ..وللاجابه عليه يحتاج الى شخص يجمع بين شخصية الأديب وعقلية الفيلسوف وروح العارف ... ولا يتعاطى القات أيضاً؟ - 3 - قال الطفل : بابا العيد طيب صح ؟ قال الأب الحزين : كيف طيب يعني؟ الطفل : الجيران كلهم نظاف لابسين جديد ويضحكوا...وما يضاربوش ؟ حتى العمه (فَطوم) الزوبه اليوم ما رجمتناش بالجزمة ولم تشتمنا انا وأصحابي مثل كل يوم دخلتنا بيته وأعطيتنا (نعنع ) و قالت اليوم عيد لكنها قالت أيضاً الذي شرجع شكسر رأسه يا عيال ال (....) وضحكت أول مرة تضحك وقالو ان هذا كله من أجل العيد ... يعني العيد طيب. الأب : العيد طيب وحبوب كمان. الطفل : اذا كان العيد طيب إلى هذه الدرجة ليش مايجلسش عندنا على طوووول. [email protected]