في لندن وفي يوم 12/8 “أغسطس” تحدث رئيس الوزراء البريطاني عن قمة عالمية لمكافحة الجوع، وسوء التغذية.. وأن نسمع مثل هذا الكلام من رئيس وزراء لدولة من الدول الثمان الصناعية في العالم.. وهي “بريطانيا العظمى” أو “الإمبراطورية” التي كانت الشمس لا تغيب عنها” حسب وزير المستعمرات البريطانية آنذاك “تشرشل”.. ووصف تشرشل هذا جاء من وحي أن بريطانيا تمتد مستعمراتها من شرق العالم إلى غربة.. فإذا غابت عنها الشمس في بلد فيعني ذلك أنها تشرق عليها في بلد آخر من مستعمراتها. كلام رئيس الوزراء البريطاني عن مكافحة الجوع، وسوء التغذية كلام جميل جداً إذا صدق، وكان فعلاً مخلصاً هو وأعضاء القمة في مكافحة هذه المشكلات المعضلة في بلدان العالم النامي التي استوطن فيها الجوع وسوء التغذية، وكذا الأوبئة، والجفاف، والكوارث الطبيعية.. هذا العالم الذي كان ضحية أيضاً للاستعمار الغربي “البريطاني، والفرنسي والبلجيكي، والإيطالي، والأسباني، والبرتغالي، والهولندي والألماني” لعشرات القرون.. نعم إن من حق هذا العالم يفترض أن يعوض من قبل قوى الاستعمار القديم، وذلك بانتشاله من الجوع وسوء التغذية من خلال طرق مباشرة، وطرق غير مباشرة، أي بمساعدته على النهوض، وتأسيس، وبناء اقتصادياته، واستثمار ثرواته وموارده في التنمية المستدامة بهدف القضاء على الفقر، ومكافحة البطالة.. شرط أن تكون اقتصادياته موجهة لخدمة المجتمعات، ورفاهيتها، ورخائها. نأمل أن “كامرون” رئيس الوزراء البريطاني فعلاً ومعه قوى الاستعمار القديم قد عزموا على تكفير استعمارهم للعالم النامي، ويسعون للنهوض به من التخلف، وهذا لن يكلفهم شيئاً سوى الإقلاع عن التآمر على الشعوب المتخلفة وتوجيه القليل من المليارات التي ينفقونها على التسلح والتآمر على هذه الشعوب جنباً إلى جنب مع الخبرات لإحداث النهضة في هذه البلدان، فالنهضة هي البلسم الشافي لمكافحة الفقر والبطالة، والتخلف، وبالتالي القضاء على الجوع، وسوء التغذية.. والمهم هو الإقلاع عن التآمر والحرب ضد هذه الشعوب ومساعداتهم على النهضة والتنمية المستدامة.