نشكو في البلدان النامية، الفقيرة، من مشاكل كثيرة، وكبيرة وهي مشاكل تعود إلى عوامل محلية، وأخرى خارجية، وعلى رأس هذه المشاكل يأتي التخلف الاقتصادي، الناتج عن غياب التنمية المستمرة والمستدامة، وسوء استغلال ثروات وموارد البلاد بفعل سوء الإدارة وفسادها، وعدم كفاءتها جنباً إلى جنب إلى سوء توزيع الثروة والموارد الوطنية بالعدالة، والمساواة بين أبناء الشعب. إضافة إلى سوء الأنظمة عموماً التي خلفها الاستعمار، أو التي جاءت بها الحركات والثورات التحررية ضد الاستعمار والاستبداد والتي ظلت أسيرة للاستعمار وتدور في فلكه ..بينما تلك الأنظمة الوطنية الثورية فقد كانت ومازالت عرضة للمؤامرات والدسائس من قبل الاستعمار واتباعه من الأنظمة العملية من خلال إيجاد العديد من الجبهات السياسية والاستخبارية والاقتصادية والاجتماعية والإعلامية و....إلخ من هذه الجبهات لإسقاط تلك الأنظمة واستبدالها بأنظمة تابعة غير وطنية تستحوذ على السلطة والثروة، والموارد، وتحتكرها لنفسها مع ترك فتات للشلل التي تخدمها وتحرسها من أصحاب الثقة والقرابة بكل أنواعها دون أي اتجاه صادق وأمين ومخلص للتنمية، وإقامة اقتصاد إنتاجي وطني يحقق الازدهار ويعود على المجتمع بالرخاء والرفاهية، وعلى البلد بالتطور والتقدم، وهكذا ظلت البلدان النامية متخلفة، وفقيرة شعوبها تعاني من شظف العيش وقساوة الحياة، وإن حدث تطور وتقدم فلا يستفيد منه، ولا يملكه سوى حفن صغيرة استولت على الحكم بمساعدة استعمارية بينما الشعوب لا تستفيد منها شيئاً ،سوى النظر والفرجة.. نعم حفن تتمتع بالسلطة والثروة والموارد بينما الشعوب تعاني الفقر والبطالة والمرض والجوع وسوء التغذية وتردي التعليم والخدمات. إن السياسات الاستحواذية، وسوء الإدارة وإهدار الأموال العامة، تعيق أي تنمية، وبالتالي تعيق أي اقتصاد من النمو والتطور والتقدم إلا في حدود الاستهلاك الرفاهي للحفن الحاكمة، هو الأمر الذي يولد البطالة والفقر للشعوب وضياع الشباب والانحراف وانتشار العصابات وقطاع الطرق، والمخربين، وضياع حقوق الإنسان، والأطفال، والمرأة وانتشار أطفال الشوارع، والشحاتين، والانحراف، وانتشار الجريمة، والتطرف، والتعصب يزهر وينمو، وينتشر بمزيد من استغلال الحاجات واستقطاب الشباب، وبرمجتهم على الإرهاب والتخريب، والتدمير للمجتمعات والإخلال بالأمن والاستقرار، وإشعال الفتن الطائفية، والمذهبية باسم الدين، وإقامة شرع الله وإقامة الدولة الإسلامية ..وينجذب كل الشباب إلى هذه الجماعات لأنها تحقق لهم طموحاتهم ورغباتهم في الهروب من الفقر وإطلاق الألقاب القيادية عليهم مثل الشيخ وأمير الجماعة، وقائد كتيبة جهادية، ويظلونهم ليصبحوا معاول هدم، وتخريب للبلاد، ومصادر خوف، وإقلاق، بل وعدوان على كل مؤسسات الدولة مدنية وعسكرية وأمنية المجتمع لتصبح الأنظمة في مواجهة عنيفة مع هذه الجماعات التي تستنزف الدولة و المجتمع وتعيق التنمية، والتطور والتقدم وهو كل ما تريده قوى الاستعمار العالمي كي تبقى مهيمنة ومسيطرة وتجد المبررات للتدخل في حياة الشعوب تحت مبرر مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن. رابط المقال على الفيس بوك