نكون قد دخلنا من عتبة العام 2007م.. العالم يتفاءل مع بداية كل عام جديد ويحدوه الأمل أن يكون عاماً أفضل من سابقيه «أمناً وصحة وتعليماً وغذاءً وخدمات وكساءً وسكناً» وما شابه ذلك من حقوق الإنسان الطبيعية والأساسية الدنيا.. فكل قادة العالم يضمنون خطاباتهم وكلماتهم في هذه المناسبة من كل عام، التمنيات والأحلام والآمال في عام جديد كله خير واستقرار وأمن لشعوب العالم.. ولا ندري لماذا يتمنى ويحلم ويأمل قادة العالم وخاصة العالم الغربي والمتقدم في الشرق، وبيدهم أن يحولوا الأماني إلى إرادات، والأحلام إلى حقائق، والآمال إلى واقع.. لو أنهم فكروا بمسئولية إنسانية وإحساس آدمي خيّر لأسعدوا البشرية. إن ما تعودناه أن يأتي كل عام جديد أقبح وأسوأ وأشر وأخوف وأرعب من الذي سبقه لتصدق المقولة «لا يأتي الزمان بأحسن».. والمشكلة ليست في الزمن، إنها في الإنسان، الإنسان، في الآدمي الخير، في الناس الصادقين، الأمناء.. الذين كل ما مر عام افتقدناهم. فها نحن في بداية العام الميلادي الجديد والعالم كله في فوضى أمنية واقتصادية واجتماعية، الحروب والفتن في كل بلاد العالم النامي المستضعف، الفقير، والجوع وسوء التغذية والأمراض والأمية تطحن عالم الجنوب كما يسمونه رغم ثرواته الطبيعية الهائلة وموارده الكبيرة، إلا أنه وقع تحت استنزاف العالم الشمالي الغني والمتقدم، ومشغول بالفتن والحروب الأهلية التي يدبرها ويخطط لها وينفذها العالم الثري، والمتقدم في الشمال «أوروبا الغربية، والولايات المتحدة» فما يعانيه الجزء النامي من العالم من مشاكل وكوارث وتخلف وفقر وبطالة وجوع وسوء تغذية وأمية وعدم استقرار، وغياب أمن، سببه الغرب المتقدم.. وأقصد الأنظمة الغربية التي لم تكل ولم تمل من تخريب وتدمير العالم النامي من خلال الفتن، ومن خلال العدوان، ومن خلال ابتزازه وإغراقه بالديون بواسطة المؤسسات النقدية الغربية «كالبنك الدولي وصندوق النقد» وعبر تركيز ودعم ومساندة الفساد في العالم الجنوبي من العالم، وبالعلاقات السياسية والاقتصادية والتجارية الظالمة، ويحاولون تغطية ممارساتهم وأعمالهم الإجرامية بمساعدات كاذبة مباشرة وعبر المنظمات الدولية، معظمها تستهلك من قبل خبرائهم وموظفيهم دون أن تغير من الواقع المؤلم والمأساوي للبلدان النامية قدّ قلامة ظفر.. بينما ينفقون آلاف المليارات من الدولارات سنوياً لتمويل المؤامرات والفتن والحروب، والعمليات الاستخبارية والانقلابية ضد الشعوب النامية في الجنوب.. ولا ينفقون أو يقدمون أو تصل مساعدتهم لهذا العالم إلا أجزاء من الواحد في المائة لتنميتها. إن الفقر والبطالة والأمية والمرض يطحن الملايين من الشعوب النامية وملايين الأطفال لا يتعلمون والفتن والحروب الأهلية تبيد الملايين سنوياً، والمشكلة في الازدياد.. ولو أن العالم المتقدم في الغرب يوجه الأموال التي ينفقها في التآمر والتدمير والتخريب لهذه الشعوب، ويكف عن ابتزازه ونهب ثرواته، ويساعده على التنمية، لفاضت هذه الأموال عن حاجة تنمية وحل مشاكل العالم النامي.. لكنهم لا يصدقون.. وننتظر مزيداً من خرابهم..!