اليوم.. ومنذ عقود، بل قرون يضع الغرب نفسه وصياً على شعوب العالم، ويمارس ضدها أسوأ أنواع الاستعمار، والاستبداد، والابتزاز، والإبادة الجماعية، والتمييز العنصري، ومازال حتى اليوم يمارس الاستعمار الاقتصادي، والسياسي، وينتهك حقوق الإنسان، ويتعاطى مع شعوب العالم النامي بعنصرية، وبعنف وإرهاب، وغزو، واحتلال، وتآمر، وتغذية للفتن والحروب الطائفية، ويتدخل في شؤونهم الداخلية.. وكل هذا تحت غطاء من الشرعية الدولية اللامشروعة، وبحجج، وذرائع نشر الديمقراطية، والحرية، ومكافحة الإرهاب، وتدمير الأسلحة ذات الدمار الشامل، وإقرار السلام والأمن الدوليين.. وهي مبررات وحجج وذرائع باطلة وزائفة وكاذبة.. فالممارسات،والسلوكيات، والافعال تكذب وتبطل كل الإدعاءات الغربية «الأوروبية الامريكية الصهيونية». إن الفوضى العالمية، وعدم الاستقرار، والفتن، وتهديد السلام العالمي، والإرهاب، والعنف، وانتهاك حقوق الإنسان، وخرق المواثيق والقوانين، والشرائع الإنسانية هي صناعة غربية امريكية صهيونية.. والمتتبع للتاريخ الإنساني سيجد أن الغرب قد طُبع على العنف منذ عصور حياته المبكرة، ونزع إلى الإستعمار منذ الكشوف الجغرافية نهاية القرن ال«15» الميلادي.. بل من قبل ذلك ممثلاً بالحملات الرومانية على بلدان حوض البحر المتوسط الجنوبية والشرقية، ثم تتابع الحملات الاستعمارية من دول اوروبا إلى مختلف بقاع العالم القديم، والجديد خلال القرن التاسع عشر «وفي القرن الثامن عشر، واستمر حتى نهاية النصف الأول من القرن العشرين.. لينتهي عسكرياً، ويبقى اقتصادياً وسياسياً، وهاهو اليوم يعاود الغرب الأوروبي الأمريكي الصهيوني هجمته الشرسه على الشعوب النامية نفسها.. وكما كان يحتل ويستعمر قديماً تحت مبرر إعمار وتطوير الشعوب النامية.. هاهو اليوم يعاود التآمر واستخدام القوة والتهديد والترغيب ضد نفس الشعوب بحجة نشر الديمقراطية، والحرية، وحقوق الإنسان، ومكافحة الإرهاب، وتحقيق السلام والأمن العالميين». إن الغرب «الأوروبي الأمريكي» يحاسب ويعاقب كل شعوب العالم، وينفذ العقوبات وفق هواه ومزاجه وأطماعه.. فمن يحاسبه على كل ما اقترفه، وارتكبه، ومارسه طيلة هذا التاريخ ضد الإنسانية.. وهاهو كوفي عنان عند رحيله من الأممالمتحدة يوجه اصابع الاتهام ضد الحكومة الأمريكية بانتهاك حقوق الإنسان، وخرق القوانين والمواثيق، والإعلانات الإنسانية، وهذا ما أكدته تقارير المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان.. لكن من سيحاسب، ويعاقب هذا الطاغوت الفاجر، المجرد من كل قيم الآدمية.. إن الحساب والعقاب بيد شعوب العالم التي عانت، ومازالت تعاني من الطاغوت العالمي الغربي الصهيوني.. فلن يطول استسلام شعوب العالم، ورضوخها.. ومما لاشك فيه أن ثورة عالمية تتبلور، ولن يتأخر قيامها.. فقد بدأت بوادرها.. وستسحق هذا الطاغوت.