اتجاهات السياسة الغربية «أوروبية وأمريكية» لا تخدم السلام العالمي ولا الأمن والاستقرار الدوليين.. بقدر ما تقود إلى المقاومة العالمية للغرب، وبالذات المقاومة العربية الإسلامية، ومقاومة للنظام العالمي من كثير من بلدان العالم الثالث التي ترى أن النظام العالمي لا يخدم ولا يحل أو يعالج مشكلات الشعوب النامية بقدر ما يفاقم من هذه المشكلات، ويحقق أطماع القوى الغربية الرأسمالية في شعوب العالم الثالث ثروات وأراضي وسخرة للإنسان. إن الغرب اليوم يضاعف، ويعمق الهوة بين المجتمعات العربية الإسلامية، بفعل مواقفه المعادية لقضاياهم والسلوكيات والممارسات التي تستهزئ وتستهتر بمعتقداتهم ومقدساتهم والسعي إلى التشويه والإساءة إلى رموز إسلامية عظيمة كالرسول العظيم محمد صلى الله عليه وسلم.. في الوقت الذي يحاول العرب والمسلمون استرضاء الغرب بكل الطرق والوسائل والسعي إلى اكتساب ودهم، وتصحيح، وتصويب العلاقات معهم على أساس من العدل، والمساواة، والحق.. ومع ذلك لا يزداد الغرب سوى عدائية للعرب والمسلمين، والوقوف مع أعدائهم ضد قضاياهم العادلة.. بإقرار واعتراف المجتمع الدولي الذي أصدر العديد من القرارات لصالح قضايا عربية وإسلامية، وفي طليعتها قضية الشعب العربي الفلسطيني، وحقه في إقامة دولته على أرضه وعاصمتها القدس، وحق العودة، وحق تقرير المصير.. كل هذه القرارات ترفض من الصهاينة دون أن يحرك الغرب ساكناً سوى الدعم والمساندة والمناصرة والتأييد للغاصب والمعتدي في كل جرائمه.. كل هذا يعمق الفجوة والتباعد بين العرب والمسلمين وبين الغرب، ويزيد من كراهية العرب والمسلمين للنظام العالمي والنظم الغربية، ويهدد الأمن والسلام الدوليين. إن ما يسميه الغرب «الأوروبي، والأمريكي» بالإرهاب ليس سوى نتيجة من نتائج السياسات الغربية الظالمة والمستبدة، والعلاقات الابتزازية التي يفرضها الغرب على العرب والمسلمين، ونصرة الغرب للكيان الصهيوني الغاصب العنصري الإرهابي عليهم وعدم العدالة والمساواة في التعامل مع القضايا الدولية كالقضية النووية مع إيران الذي أقام الغرب العالم ولم يقعده حولها، في الوقت الذي لم يفتح أي كلام حول الملف النووي للعصابات الصهيونية.. بل ملفاتهم النووية.. رغم أنها عسكرية.. بينما إيران ملفها النووي للأغراض السلمية لهذا لن يقضي الغرب على الإرهاب إلا بتحقيق العدالة الدولية والمساواة. أعتقد أن قوته سوف تكفيه للقضاء على الإرهاب.. فإنه واهم والأيام تثبت ذلك لأن الإرهاب يزداد يومياً ومن كل شعوب العالم كمقاومة للنظام الطاغوتي الجديد في العالم، لأنه نظام يقوم على الظلم والابتزاز والاستبداد.. ولا خيار أمام العرب سوى إعادة تقييم سياستهم بأمانة وإخلاص وصدق وتقويمها وتصويبها مع العالم لكي يحسن من وجهه، ويستعيد ثقة العالم.