السياسات الغربية «أوروبية وأمريكية» تستفز كل المسلمين وتدفعهم إلى التطرف والتعصب، بل والإقدام على المواجهة مع الغرب بكل الطرق والأساليب، جنباً إلى جنب مع ممارستهم العنف والإرهاب ضد أنظمتهم الوطنية التي تتعامل وتتعاطى مع الغرب وتقيم معه علاقات ودية باعتبار هذه الأنظمة التي يسميها الغرب ب«المعتدلة» متواطئة مع أعداء الإسلام والمسلمين. فالغرب بمواقفه الداعمة والمساندة والمناصرة للكيان الصهيوني في فلسطين، والعلاقات الظالمة التي يفرضها الغربيون على بلاد العرب والمسلمين، وممارستهم الابتزازية سياسياً واقتصادياً وإعلامياً، وكذا ممارستهم التهديد والاتهامات والتآمر وإثارة الفتن، وقيامهم بالغزو العسكري والاحتلال لبلادٍ عربية وإسلامية، وتوعدهم بلداناً أخرى بالضربات العسكرية والاحتلال، وتدخلهم السافر والفاضح في الشؤون الداخلية، وفرضهم الحصار على بلدان، والعقوبات على أخرى سواء كان الحصار أم العقوبات بقرارات من أنظمة الغرب أو من خلال السعي في الهيئة الدولية لاستصدار قرارات غير عادلة وغير قانونية ضد بلدان عربية وإسلامية، وأكثر من هذا وذاك التمادي في تشويه الإسلام. كل هذه وغيرها من السياسات الغربية ضد العرب والمسلمين أنتجت التطرف والتعصب وطرق وأساليب العنف والإرهاب ضد الغرب أينما تواجد أشخاص ودبلوماسيون وسواح ومصالح وعساكر.. أي أن التطرف والتعصب والسياسات الظالمة والعدوانية والابتزازية والاستعمارية التي يتعامل بها الغرب مع العرب والمسلمين هي التي أنتجت العنف والتعصب والتطرف لدى المسلمين ضد الغرب، وضد الأنظمة العربية والإسلامية التي يرون موالاتها للغرب، ونشوء منظمات وحركات وجماعات وجيوش دينية تحمل الكراهية والعداء للغرب.. فالسياسات الغربية لم تدع مسلماً معتدلاً ولا مسلماً مرناً، ولا مسلماً متسامحاً، ولا مسلماً منفتحاً، بقدرما أدت إلى الفوضى والعنف في العالم، وتهديد الأمن والسلام العالميين، الأمر الذي بدأت تنشأ وتتسع معه حركات المعارضة لدى الشعوب الغربية لسياسات أنظمتهم. على الغرب أن يعي ويعيد حساباته، ويقيّم سياساته، ويعيد صياغة علاقاته مع العالم عرباً ومسلمين وغيرهم، على أساس من الحق والعدل والمساواة واحترام حقوق الشعوب في السيادة والاستقلال والحرية والكرامة والعزة، إذا كانوا يريدون السلام فعلاً، أما استمرارهم على سياستهم فلن يزيد العالم إلا عنفاً ضدهم