الشعوب العربية والإسلامية والمسلمين في كل أنحاء العالم، وفي قاراته الست يحملون مشاعر وأحاسيس كراهية وحاقدة وعدائية تجاه النظام الغربي “الأوروبي والأمريكي” بسبب السياسات العدائية، التآمرية ،العنصرية ،الابتزازية ،الاستكبارية ضد العرب والمسلمين منذ عقود بل قرون .. أي أنها سياسات تعود إلى بداية الاستعمار القديم من قبل الغرب لبلاد العرب والمسلمين وغيرهم من شعوب وديانات الأجناس الأخرى.. وقد ازدادت مشاعر العداء، والكراهية، والحقد عند العرب والمسلمين في جميع أنحاء العالم في العصر الحديث.. إلى ما بعد الحرب العالمية الثانية، في أربعينيات القرن الماضي حين قام الغرب وفي مقدمته بريطانيا المنتدبة على فلسطين بتسليم فلسطين للصهاينة، ومساعدتهم على إعلان دولة صهيونية على أرض فلسطين، بل وساندوهم ودعموهم مالياً وعسكرياً بتوسيع دولتهم غير الشرعية على حساب الشعب الفلسطيني الذي على مدى أكثر من ستين عاماً وهو يعاني التشريد والتنكيل والقتل وكل أنواع الإرهاب الصهيوني البشع حتى اليوم،وكل ذلك بدعم ومساندة وحماية وتمويل وتسليح وتأييد من الغرب، وخاصة من الولاياتالمتحدة “ الإدارة الأمريكية” التي تنحاز كلية إلى جانب العصابات الصهيونية العنصرية الغاصبة الإرهابية ضد الشعب العربي الفلسطيني.. وهو موقف ظالم عدواني عنصري إرهابي بالنسبة للشعب العربي والمسلمين في أنحاء العالم، بل وفي نظر كل القوى الخيرة والإنسانية في العالم. وعليه فلا غرابة في ردة الفعل الغاضبة ضد الإدارة الأمريكية ممثلة في سفاراتها عقب إنتاج الفيلم الأمريكي المسيء للرسول محمد صلى الله عليه وسلم .. وهي إساءة ليست الأولى من نوعها.. فالغرب دائماً ما يتعرض بالإساءة للإسلام والمسلمين، ولرسول الله صلى الله عليه وسلم ..لذا فالغضبة العربية الإسلامية في عموم العالم كانت عقب عرض الفيلم شديدة، وعنيفة.. لأن الإساءة تتكرر، رغم معرفة النظام الغربي والإدارة الأمريكية بمكانة وقداسة محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم عند المسلمين، ومدى الغضب الذي تثيره أية إساءة للإسلام ورسوله، بل حتى الإساءة لكل الأنبياء والرسل لأنهم قديسون عند المسلمين. الخلاصة أن الفيلم كان عبارة عن “عود الثقاب” الذي أشعل وهج الغضب الإسلامي ضد الإدارة الأمريكية ممثلة في سفاراتها، وهو غضب وعنف سببه الفيلم والحقيقة أنه غضب وعنف شامل ضد السياسة الغربية وخاصة الأمريكية، وهي سياسة عدوانية تآمرية عنصرية ابتزازية ضد العرب والمسلمين.. وهذا ما يجب أن تفهمه الشعوب العربية وشعب الولاياتالمتحدة.. وعليهم العمل لتغيير هذا النظام الذي يفسد أخلاقه بينهم وبين شعوب العالم الأخرى.