أصبح غير منطقي، ولا موضوعي ولا عقلاني من قبل النظام العالمي الجديد وأقطابه أن يمارس العداء ويتصرف بعدوانية ضد العرب والمسلمين، ويتعصب مع العصابات الصهيونية العنصرية الغاصبة الإرهابية ضد أصحاب الحق، وضد القرارات الصادرة ضدها من مجلس الأمن والمجتمع الدولي.. ثم يريدون من العرب والمسلمين أن يكونوا أصدقاء وشركاء في النظام العالمي الجديد.. وهم يرون فيه عدواً يقلب الحق باطلا، والباطل حقاً، ويصور العدوان دفاعاً عن النفس، والمقاومة لاستعادة الحقوق ومن أجل الحرية والاستقلال إرهاباً.. وتهديداً للسلم والأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، وفي العالم.. عالم جديد غريب، وعجيب!! يتصور أن العالم كله أغبياء، وهو الذكي وحده، ويعتقد أن القوة سوف تمكنه من العالم!! لكن العالم يقول له عكس ذلك.. يقول له إنه لن يخضع، ولن يركع، وسوف يقاوم ويقاوم حتى يعود كل شيء إلى نصابه، في ظل نظام دولي جديد فعلاً، صادق، عادل، خير.. وواقع العالم المقاوم اليوم يؤكد ما نذهب إليه. إن النظام العالمي الجديد الذي سيقبله العالم وحسب ما يرى الزعيم الصالح هو الذي سيصاغ من قبل شراكة دولية وفي إطار المنظمة الدولية.. بحيث يمثل طموحات وتطلعات كل شعوب العالم ويعدل ويساوي في الحقوق والواجبات، والمسؤولية العالمية تجاه إقرار، وتحقيق الأمن والسلم الدوليين، ويحمل المجتمعات المتقدمة مسؤولية معالجة مشاكل العالم الثالث التي هي من مخلفات حقبتها الاستعمارية، ثم تطوير وتنمية المجتمعات من خلال سياسات دولية للتنمية المستدامة بدلا من النهب والابتزاز القائم حالياً، وإحلال سياسة الحوار المتكافئ مع الشعوب العربية والإسلامية.. بدلا من اتهامها بالإرهاب والشمولية، والتآمر على أنظمتها المحلية والوطنية.. وإشعال بؤر التوتر، والاضطرابات والحركات الانفصالية فيها، والتعامل معها بنزاهة، وصدق، وإخلاص، وأمانة لمساعدتها على إحداث نقلات تطورية في الإصلاحات السياسية والقضاء على الفقر، ومحاربة الفساد، وإصلاح الإدارة والاقتصاد، وتحسين الأداء في استغلال واستثمار مواردها لصالح الشعوب. كل هذا هو الذي سيصلح، ويجمل الوجه الأمريكي لدى الشعوب العربية والإسلامية وبلدان العالم الثالث، وعكس ذلك دونه المقاومة، وتزايدها، وتعاظمها.. حتى ينهار النظام العالمي ويعاد تصحيحه وتصويبه.