منذ توليه منصب وزير الدفاع في الفترة الانتقالية وبعد انتخاب هادي رئيساً لليمن أثبت وزير الدفاع بأنه مهني مخلص وجاد متى كانت الجدية لزيمة القرار السياسي. في أبين التي يعود إليها لم يقتصر دوره على إصدار الأوامر لأركان جيشه بحرب القاعدة بل زار ثكنات القتال هناك وأشرف على الحرب بنفسه لتكون رسالة دعم للجنود وإنذاراً شديد اللهجة للقاعدة واعتذاراً لمدينة سقطت بيد التنظيم عندما كان وزيراً للدفاع في منظومة حكم لا تملك قراراً سياسياً في حرب الإرهاب أو إعمار البلاد أو حتى الحفاظ على حكم أتت عليه على حين غفلة من الزمن ، وخلال أشهر فقط من التوجه الجاد في حرب الإرهاب عادت أبين لجسم الوطن وعاد إليها أبناؤها بعد تشرد في أكثر من مدينة. واستطاع الرجل مع قيادة المنطقة الجنوبية الجدية تقليل خطر القاعدة في عدن ولحج بعد أن كانت الجماعة قاب قوسين أو أدني من وضع قدم ثابت لها في هاتين المدينتين رغم بقاء الانفلات الأمني في عدن على وجه التحديد والذي تُسأل عنه إدارة الأمن ووزارة الداخلية بشكل أكبر. شعر تنظيم القاعدة بجدية القرار السياسي ممثلاً برئاسة الجمهورية وشجاعة وإخلاص حماة الوطن ممثلاً بوزارة الدفاع والمناطق العسكرية فلم يكن أمامه من خيار سوى الانتحار في عمليات جبانة هنا وهناك محاولاً إثبات وجوده حيناً ومنتقماً أحياناً كثيرة أخرى وقبل ذلك كان وزير الدفاع واحداً من أكثر الأشخاص جدية في إزالة عوامل التوتر خلال عمله في اللجنة العسكرية. الوزير الذي وجد مؤخراً قرار وزارته بيده ووجد دعماً سياسياً لتوجهاته العملية بدأ بتحرير المؤسسة العسكرية من وصاية داخلية حالت دون القيام بمهامها في السابق فظهر أثر ذلك سريعاً على الوحدات العسكرية . كل تلك التحركات والخطوات الجادة والملموسة الأثر أقلقت القاعدة وقيادات في حزب المؤتمر على السواء فحاولت القاعدة الوصول إليه لولا رعاية من الله تحول دونهم ودونه في أكثر من مرة. المؤتمر هو الآخر ورغم احتفاظه بحقيبة الدفاع في الحكومة إلا أن المتحدث باسمه شن هجوماً على الوزير خلال حرب القاعدة في أبين وطالبت قيادات وبرلمانيون بسحب الثقة من وزير الدفاع ولم تعجبها مهنية الرجل بعيداً عن أهوائهم. يبدو أن وزير الدفاع لم يعد محسوباً تماماً على المؤتمر وهو ليس كذلك على المشترك بالطبع لكنه قريب من رئيس الجمهورية والأهم من ذلك هو محبوب ومحل إجماع من المواطنين.