الأزمة السياسية العصيبة التي اندلعت مطلع العام الماضي 2011م كادت أن تعصف بالبلاد ومقدرات الشعب لولا العناية الإلهية التي تدخلت في الوقت المناسب لإنقاذ سفينة الوطن من الغرق خصوصاً بعد جريمة التفجير الإرهابي الغادر والجبان لمسجد دار الرئاسة والذي استهدف الرئيس السابق وكبار قيادات الدولة والحكومة والمؤتمر الشعبي العام أثناء أدائهم لصلاة الجمعة في الأول من رجب الحرام الثالث من يونيو 2011م فقد ألهم المولى العلي القدير علي عبدالله صالح أن يصدر توجيهاته بوقف أي عمل عسكري تجاه الطرف الآخر في الأزمة وأصر على إلقاء كلمة لجماهير الشعب لتطمينهم أنه حي يرزق رغم إصاباته البليغة كما أنه لم يسافر مع رؤساء مجالس النواب والوزراء والشورى يحيى الراعي وعلي مجور وعبدالعزيز عبدالغني ونائبا رئيس الوزراء صادق أمين أبو راس ورشاد العليمي وبقية المصابين في الحادث إلى السعودية للعلاج حيث أصر على البقاء لمدة ثلاثة أيام للاطمئنان على استقرار الأوضاع وتطبيق الهدنة وعدم القيام بأي عمل مغامر كان سيؤدي باليمن واليمنيين نحو حرب طاحنة لا تبقي ولاتذر. الأزمة ورغم ما خلفته من تداعيات مؤسفة إلا أنها كشفت عن الكثير من الحقائق التي كانت مغيبة ونزعت الأقنعة الزائفة التي كانت تخفي وراءها الوجوه الحقيقية.. كما فضحت أولئك المتلونين كالحرباوات وفضحت كذلك أصحاب المصالح الآنية الضيقة الذين كانوا يسبحون بحمد علي عبدالله صالح والمؤتمر الشعبي العام ويتغنون بالإنجازات التي تحققت في عهدهما واليوم أصبحوا على النقيض مما كانوا عليه قبل العام الماضي 2011م.. لأولئك المتلونين كالحرباوات الذين انحرفوا 99 درجة مئوية في وجهات نظرهم حول المؤتمر الشعبي العام وكذلك الذين أجهدوا أنفسهم في التنظير للمؤتمر وإبداء النصح والمشورة من باب النكاية بل وربما الاستهزاء بالمؤتمر الشعبي العام نقول ثقوا تماماً أن المؤتمر الشعبي العام والذي انبثق من بين صفوف جماهير الشعب وتأسس بطريقة ديمقراطية عبر انتخابات مباشرة من الجماهير سيظل حزباً رائداً ورقماً صعباً في المعادلة السياسية لا يمكن تجاوزه أو تهميشه أو اجتثاثه كما يتوهم أولئك الذين لا يرون أبعد من أنوفهم ولا يجيدون قراءة الواقع والمشهد السياسي قراءة متأنية وعميقة. لقد أثبت المؤتمر الشعبي العام منذ اندلاع الأزمة السياسية مطلع العام الماضي 2011م والتي افتعلتها بعض القوى بهدف الانقلاب على الشرعية الدستورية والنهج الديمقراطي للاستيلاء على السلطة والقضاء على المؤتمر عبر الفوضى والتخريب وتقويض الأمن والاستقرار ولكن الصمود الأسطوري لقيادات وأعضاء وأنصار المؤتمر وحلفائه وكل المواطنين الشرفاء في وجه الانقلابيين.. أثبت أنه عصي على الانكسار فقد أدى إلى إفشال مؤامرتهم وأجبرهم على القبول بالحل التوافقي الذي طرحه المؤتمر للخروج من الأزمة والمتمثل بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة والتي بموجبها تم تشكيل حكومة التوافق الوطني مناصفة بين المؤتمر وحلفائه وأحزاب المشترك وحلفائهم ونقل السلطة سلمياً عبر انتخابات رئاسية مبكرة توافقية. لقد أثبت المؤتمر الشعبي العام أن الحملة الإعلامية الشرسة التي تم شنها عليه وعلى قياداته وأعضائه منذ اندلاع الأزمة مطلع العام الماضي وما زالت تتواصل حتى اليوم لم تستطع النيل منه وإضعاف مكانته والحد من دوره وتواجده في الساحة الوطنية. أعتقد أن الرسالة التي وجهها المؤتمر في الاحتفائية المهيبة بالذكرى ال30 لتأسيسه قد وصلت وتأكد لأولئك المرضى الذين توهموا بأن المؤتمر لم يعد له حضور وتواجد في الساحة الوطنية.. تأكدوا جيداً أن المؤتمر رقم صعب لا يمكن تجاوزه أو تحجيمه وتهميش دوره، لأنه انبثق من بين صفوف الشعب ويمتلك قاعدة جماهيرية كبيرة لا يمتلكها أي حزب أو تنظيم سياسي آخر في الساحة الوطنية .. فالحضور المهيب للمؤتمريين في الاحتفاء بذكرى التأسيس كان رمزياً حيث اقتصر على أعضاء المؤتمر العام السابع فقط ولو كانت قيادة المؤتمر أقرت أن الحضور مفتوح لكافة القيادات وأعضاء المؤتمر وأنصاره وحلفائه لشهدت العاصمة صنعاء طوفاناً بشرياً غير مسبوق في تاريخ اليمن.. فهل يعي أولئك الذين في قلوبهم مرض أن تحجيم المؤتمر أو تهميشه أو شطبه من الخارطة السياسية مجرد أوهام في مخيلتهم لا وجود لها في الواقع..؟