الإرهاب اليوم حديث الناس في كل مكان، حديث الحكومة والمنظمات وحديث الإرهابيين وحديث من يقع عليهم الإرهاب، لكن الإرهاب يستحق منا البحث أكثر من مجرد التحليلات الصحفية والأخبار، لذلك فإن مواجهة هذا الإرهاب في اليمن إجهاضاً ومكافحة يتطلب الاستناد إلى العديد من الأسس منها:- أولاً: إسقاط فكر الفيد وإقصاء الآخر والتخلي عن فكرة المؤامرة السياسية من حياتنا، وإعادة الاعتبار للنظام الجمهوري ووحدة اليمن وتطبيع الأوضاع اليمنية على أساس توفير الأجواء الكاملة لنجاح المؤتمر الوطني للحوار، لكافة القوى الوطنية والشخصيات الاجتماعية بغير استثناء. ثانياً: تشكيل فريق وطني لمكافحة الفساد واستخلاص ثروة الشعب من الفاسدين والمودعة في البنوك الخارجية واستثمارها محلياً لحل مشكلة الفقر والبطالة. ثالثاً: تجاوز موروث الاستبداد السياسي والعقائدي وخلق فرصة حقيقية للمشاركة السياسية توفر الأجواء والمناخات وترسخ نهج النظام الديمقراطي ودولة المؤسسات الحديثة النظامية والقانونية. رابعاً: تجاوز الوضع الدستوري الحالي المعطل الذي قام على الأحادية ورفض الآخر وفتح الآفاق فيه للمساواة في المواطنة والحياة السياسية وعدم تقييد الحرية والخروج بدستور حديث يعبّر عن الدولة المدنية الحديثة غير قابل للانقلابات. دستور يضمن وجود دولة تنتمي لكل اليمنيين ومن قوته التحررية ينهض القضاء المستقل المتسلح بالنزاهة وفكر العدل. خامساً: الاستخدام الاستراتيجي لثروة الوطن بحيث تتجه نحو التنمية الإقتصادية والإجتماعية والثقافية لخلق فرص حقيقية للعمل والتوزيع العادل للدخل الوطني وتأمين غذاء مستقبلي للأجيال يقوم على تنمية قيم العدالة الاجتماعية والأخوة الإنسانية وتحقيق أقصى الصرامة التربوية مع الفساد وإقامة نظام التأمين الاجتماعي المنتج. سادساً: تعميم الثقافة الواقعية والمنطقية والعلموية المرتكزة على أفضل القيم الإنسانية وتنقية العقل التراثي من أسار تحكم الماضي بإحداث سلسلة من التراكمات الخبراتية والتعليمية والتربوية الناهض على قاعدة إعادة النظر بأسس ومناهج التربية والتعليم الحالي ليكون متوائماً مع منظومة التربية والتعليم العالمية. سابعاً: الاستخدام الاجتماعي والإنساني لوسائل الإعلام العامة وتخليصها من الشخصانية وخطاب التعبئة العصبوي لتتحول هذه الوسائل إلى أدوات هامة للتغييرات الإقتصادية والإجتماعية والثقافية ذلك هو جزء من الاجتهاد في تبيان مخاطر الإرهاب والوقاية منه. مع كل التمنيات أن يحظى بالمناقشة الجادة والعميقة لمصلحة مستقبل يمني بدون عنف حيث أن كل المؤشرات التي نضحت بها حرب عام 1994م خلفت وراءها نظاماً صنع الأزمات والمآسي للشعب اليمني لا زالت آثارها العميقة حتى اليوم ولزوم معالجة تلك الآثار المدمرة. والسير في طريق السلامة، طريق الحق والمحبة والأخوة الإنسانية وهذا هو الطريق الأمثل في عصرنا الحاضر ومن تخلف عن استحقاقات هذا العصر فسوف يجتازه قطار الإنسانية، والإرهاب بكل دلالاته ومؤشراته وعلى القوى التقليدية العصبوية إعلان تخليها وإلى الأبد عن ممارسة الإرهاب وإعلان اعتذارها عما اقترفته خلال السنوات الماضية. إننا نطالب بحاجات ضرورية لتجاوز محنة اليمن أهمها الحرية الديمقراطية والعدالة الإجتماعية وحقوق الناس والمساواة المتضمنة إندماج الناس في حياة مدنية معاصرة تلغي شروط وجود الجريمة أياً كان نوعها. [email protected]