شباب لم يعد يهاب أصوات الرصاص والقذائف , صديق يجرجر جسد رفيقه الممزق على الارض في جولة كنتاكي , ام تنعي وليدها الرضيع , فتاة تشق الشوارع المحظورة وهي ترفع علم , صحفي يسقط قتيلا لأنه كان يحمل عينه في كتفه , مبان شاهقة واخرى قصيرة تركت آثار الحرب العشوائية على واجهاتها ما يترك الجدري على بشرة الانسان , قناص يخترق عين ضحيته ويخلق الفاجعة بدهاء بالغ , جماعات تركض دون توقف وهي تحمل أجساداً تقطر بالدم وكأنها ترقص على نغم صوت الاسعاف الذي لم يأخذ إجازة أبداً كل ذلك ما زال يعتمل الى اليوم في ذاكرتي في ذكرى مجزرة كنتاكي والقاع التي لن ينساها من كان له قلب , وكله يؤكد ان النهاية لن تكون كما هي الآن أبداً كما أن كل ذلك لم يكن حكراً علينا دون سكان الارض ولكنها الحرية تختار من تشاء . و في مثل هذا اليوم ترك قناصة النظام السابق على جسدي عيار ناري اصبت فيه في مجزرة القاع وكنتاكي المروعة من ضمن الرصاص المجاني الذي انهمر على حشود الثائرين مسنوداً الى فتوى علماء السلطان و غصن الزيتون وحمامة الدم، لكن قد تكون تركت تلك الرصاصة على ظهري ندبة فهل جرح الوطن اندمل بعد ؟! اتذكر انني شاهدت عدداً منهم ادخل المستشفى الميداني بلا رأس او بلا جذع او فاقد احد اطرافه بينما انا مستلق على ارضية المستشفى متناسياً ماذا يعمل احد الاطباء على ظهري لكن هل انتهت القضية بالوفاق ؟ لم تغب عنا ابتساماتهم المليئة بالأمل والاصرار التي نصافحها كل صباح جراء ما يقوم به أمين العاصمة من “ تأهيل الشوارع” و إزالة البلاط، الرصيف الذي كانوا عليه يوما ما وتركوا جل ملامحهم وأمانيهم عليه كما لم نفقد رائحتكم لأنكم غطيتم الاسفلت بطبقة جديدة و لم تموت الثورة لأنكم دفنتم كل شيء له صلة بها حتى اسمها وقيدت ضد مجهول محصن ! لتتراشقوا بالتهم والجرائم فلن تشغلونا عن إكمال اللوحة التي رسمها شهداؤنا بدمائهم وهاهم يحدثونا كل يوم انكم لم تستطيعوا الفرار من دائرتكم الصغيرة ومصالحكم الضيقة وعليها لن تبنوا وطناً ولن تكملوا رسم لوحتنا و مستقبلنا الرائع . لتتصارعوا على كعكتكم ولتحاربوا وتفجروا فلن تلهونا عن العمل و ترقب ذلك الحلم الذي سيشرق يوماً ما رغم سحائب الدخان الذي تفتعلونه حتى لا نراه . و ستجدوننا نهتف : طلعنا ندلى الضحى ذات يوم ..... ونهتف يا شمس لا تغربي. تقدمت الجماهير الهادرة التي قدمت لنصرة من وصفه الله “ إنك لعلى خلق عظيم” وفي أغلب الظن كان الأمن يحمل الورد في وجه الفاتحين الجدد الذين كانوا يقتلعون أبواب السفارة الصامته كمن يقتلع اعترافاً من مجرم بريء وكانت السيارات الواقفة امام المباني تهتف “ سلمية سلمية “ ولكن رغم أن الهتاف لم يشفع لها امطرت بضربات الهراوات واحجار حطمت كل واجهات السيارات لتتعالى بعدها صيحات الله اكبر الموت لأمريكا وربما لم يلق احد لهتاف السيارات بال لانهم كانوا يبحثون عن شيء يمكن حمله مثل طابعة او نصف طاولة مثلا! كل ما تقدم يثبت أن فجوة الوطنية والهوية الاسلامية الحقيقة مازالت شاسعة البون واكثر مما نتخيل وأن جرح الوطن مازال نازف ونازف. [email protected]