إنها رسالة للشباب.. وأقصد كل الشباب الذين خلقوا بعد الثورة اليمنية “سبتمبر وأكتوبر” والتي تبلغ اليوم من العمر”50” عاماً في شقها السبتمبري وال 49سنة من عمرها الأكتوبري .. الأمر الذي يعني أن معظم الشباب لم يعلم ولم يدرك ماذا يعني حدث الثورة اليمنية ضد الاستبداد والاستعمار, ولا أعتقد أن معظم الشباب يعلمون ويدركون .. لماذا كانت الثورة اليمنية؟! وماهي المقدمات التي أدت إلى قيام الثورة ضد الحكم الاستبدادي الحميدي لأسرة حميد الدين في الشمال وضد الاستعمار البريطاني في الجنوب. أيضاً لو سألت أحد شبابنا اليوم ممن تكون أعمارهم بين “15” سنة من العمر و”40” سنة عن الثورة اليمنية لوقف حائراً أمام السؤال دون أن يجيب، ولو سألته عن أهداف الثورة لوقف حائراً أكثر أمام السؤال عاجزاً عن الإجابة ولو استفسرته عن أسباب ومقدمات الثورة اليمنية لوقف أمامك أخرساً أبكماً لا ينطق بكلمة واحدة.. إننا أمام جيل غيب عن الثورة أو غيبت الثورة عنه رغم أن هذا الشباب قد درس في المدارس عن الثورة اليمنية أسبابها، وأهدافها، والتحولات التي أفرزتها ، بينما نجد أهداف الثورة تنشر يومياً في صحيفة الجمهورية، وكذا صحيفة الثورة وفي الصفحات الأولى “ يومياً” ومع ذلك لم يتنبه لها الشباب ويقرأونها ويحفظونها .. ليس الشباب وحسب، ولكن حتى أولئك الذين تجاوزوا سن الشباب.. رغم أن أهداف الثورة مازالت تمثل طموحات ورغبات وتطلعات الشعب كل الشعب, ومازالت صالحة كاستراتيجية “خطوط عريضة” لاستراتيجية وطنية لبناء الدولة الحديثة والمعاصرة الدولة المدنية، دول العدل، والمساواة ،دولة الحرية والديمقراطية.. لتكن هذه الأهداف هي المرشد لشباب اليوم، لأنهم لن يجدوا أفضل منها تحمل أحلامهم. لذلك ومع مقدم العيد الذهبي للثورة اليمنية “سبتمبر وأكتوبر” رأيت أن يكون “ عمود اليوم” مكرساً للحديث عن الثورة في تناولات عامة مفيدة، داعياً كل الأقلام، ووسائل الإعلام، والإعلاميين، والكُتاب إلى الإسهام في ذلك, لتكريس ثقافة الثورة الوطنية النهضوية الوحدوية الإنسانية لدى الشباب والشعب.. فكم هم بحاجة إليها في زمن التغييرات العشوائية.