خمسون عاما تمر على ثورتك ياوطني ونحن لانزال نرمق الحلم من بعيد .. في عيدك الخمسين لا أزال أخاطبك من بعيد لأنني كغيري من الملايين الذين حكم عليهم القدر أن يكونوا بعيدين عن ترابك .. لكنني سأبحر معك في هذا اليوم لأردد أبيات الشاعر حينما قال : ماكنت أعلم أن العشق ياوطني ... يوماً سيغدو مع الأيام إدمانا علمتنا العشق حتى صار في دمنا .. يسري مع العمر أزماناً فأزمانا علمتنا كيف نلقى الموت في جلد .. وكيف نخفي أمام الناس شكوانا ورغم هذه السنين التي مرت سنظل أوفياء لك مهما حرمتنا الأيام وقهرنا الزمن .. فالوفاء هو أعظم ما نمتلكه لأنه منحة من الله لعباده .. ولأننا تربينا على ذلك . إننا حينما نتحدث عن الوفاء للوطن في يوم عيده فإنه يجدر بنا أن نقف إجلالاً وإكباراً لكل شبر من هذا الوطن .. ومع إيماننا بأن الوفاء للوطن والشعور بالانتماء إليه ليس كلمات معسولة تلتاكها الألسن ، ولا عبارات منمقة نرددها هنا وهناك ولكنها أفعال وواجبات ومواقف يجب أن يقوم بها كل فرد يعيش على تراب هذا الوطن . إن ضريبة الانتماء لهذ الوطن أيها الأخوة باهظة التكاليف ، خاصة ونحن نعيش في ظرف استثنائي وفي فترة هي من أحلك الظروف التي مر بها الوطن والتي تتطلب من كل الشرفاء والمخلصين أن يقفوا صفاً واحداً للذود عن هذا الوطن .. وأن يبذل كل غال ورخيص من أجله . مطلوب منا في هذا الظرف الحرج من عمر هذا الوطن أن نكون أمناء على أمنه واستقراره .. وأن نعمل من غير توقف وأن نتعالى على جراحاتنا وآلامنا لنزرع دوماً بذور الأمل للأجيال القادمة من بعدنا . إن وفاءنا لهذا الوطن سيجعلنا ننتصر في النهاية على كل أعدائه .. فالتضحيات التي قدمها أبناء هذا الشعب على مر التاريخ ستبقى مشاعل نور وحرية لكل الأجيال القادمة ، وسيظل الوطن مزهواً بكل أبنائه الشرفاء . تحية لكل شهدائنا الأطهار .. وعهداً منا أن نكون أوفياء لكل الدماء الزكية التي أريقت من أجل عزة وكرامة الانسان اليمني . وكل عام ووطننا بخير ،،