ماذا علينا أن نقول بحقّ من يرى شعبه يعيش شتاتاً ووجعاً ويمعن في جلب الشقاء له بكل الطرق غير المشروعة.. ويسعى جاهداً للفتك بأيّ مشروع حقيقيّ للنهوض به مجدداً؟!. فتراه لا يألو جُهداً لتمزيق ما تبقّى من عُرى متماسكة.. ويمضي خلف وهم السقوط في فخاخ الحيَل المتربصّة بمقدرات الوطن!. إنّ المواطَنة المُقدّسة تتطلّبُ التفافاً جمعياً لتجاوز العثرات.. لا لزيادة الطين بِلّة.. وتمييع رخو المعترك اليوميّ للشعب باستيراد الفواجع.. والخروج على قداسة الانتماء لوطنٍ أرهقته ضلالات أبنائه.. والاستسلام للنزاعات الفئوية.. وتعميق هوّة الخلافات البائسة.. وكأننا على موعدٍ يوميّ لمسرحياتٍ هزيلة تؤثث الوجع بأوجاع.. وتنأى بالوطن عن الوصول لمحطة الخلاص. وإنّ المواطَنة المُكدّسة في الجيوب والعقول.. وفي عبثيّة الانتماء لأرصدة السُحت وهجير البلادة.. والتضاد الممجوج.. والتسابق المحموم لنيل الأرصدة الموغلة في الاتكّال على الخارج لصفع الداخل.. وشراء الذمم.. وعقد صفقات التمويه.. واستنزاف قدرات الشباب دون وعيٍ وإدراك لأيّ طريقٍ ستُفضي بنا هذه الهرطقات.. وأين ستصبّ سواقيها.. لهي المزيد من الشقاق والدمار لهذا الوطن.. والزجّ به في أتون المعارك اليومية التي لا يدفع ثمنها إلا القطاع الأوسع من البسطاء.. بينما المتربصون بأمانة هم وحدهم من يكسبون جولات الخداع.. ولا يدركون أنهم بذلك يكتسبون المزيد من الويلات الماحقة على رؤوسهم ومشاريعهم الوهميّة. علينا أن نعي ألاّ خلاص لهذا الوطن إلا بالمزيد من الوفاق الأخلاقيّ.. والانطلاق للحوار من أسس راسخة تستوعب الجميع ممن يسعون لوطنٍ خالٍ من الأحقاد والفواجع.. ويعتقدون بالتعايش السليم على ثرى وطنٍ مُشبعٍ بالخيبات.. وطنٌ دمعته لم تجفّ بعد.. وطنٌ مكلوم بكل مفاصله وفئاته المتناقضة. [email protected]