حتى الآن لا توجد أية مبادرة، أو أجندة “للأخضر الإبراهيمي” لحل الأزمة في سوريا وكل ما لديه لا يزيد عن تصريحات بأن الوضع في سوريا خطير، وأن الحل السلمي عن طريق الحوار هو الحل الأمثل.. ليس هذا وحسب بل إن الإبراهيمي يقول: إن الوضع في سوريا جداً معقد وأنه سوف يواجه صعوبات في بحث المشكلة.. وكل ما طرحه الإبراهيمي واقعي لأنه حتى الآن وفي زيارته لسوريا استطاع إلتقاء “القيادة السورية” والمعارضة الوطنية السورية التي أصبحت شريكة في الإصلاحات والتغيير والدولة.. لكن مشكلة الإبراهيمي إيقاف العنف وهذا يعني أنه يحتاج إلى لقاء مع من يحكم الجماعات المسلحة التي ترفض الحوار، ولا تحتكم سوى للعنف، وهي جماعات عديدة مسلحة تهرب من الحدود التركية، والأردنية، واللبنانية، والعراقية، وكل جماعة لها قيادتها، ولا تدين هذه الجماعات لأي قيادة سياسية في معارضة الداخل، ولا في معارضة الخارج، وكل تحركاتها تخضع للتوجيهات التي تأتي على شكل تصريحات من قبل الساسة الأمريكيين، أو الفرنسيين، أو البريطانيين، أو اتباعهم من الأتراك وبعض نظم الخليج العربي.. إنها جماعات منفلتة غير منضبطة، ولا يهمها سوى أن تزود بالسلاح، وبأجورها لتواصل التخريب والتدمير، والإرهاب، والقتل ضد الشعب السوري.. أي أنه لا مجال أمام الإبراهيمي لإيقاف العنف.. كون الجماعات المسلحة متعددة، ولا توجد معها قيادة، وعليه فإن مفاوضتها مسألة صعبة لأنها لا تمتلك القدرة على التفاوض وليست مخولة بذلك ولا مطلوب منها التفاوض وكل ماهو مطلوب منها وملتزمة به هو إسقاط الدولة السورية !!! وهذا ما دفع ب«الابراهيمي» إلى أن يعتبر أن المهمة صعبة !!!.. وخاصة بعد أن اعتذر عنها الموفد الدولي السابق “كوفي عنان” بسبب عدم تجاوب الدول التي تقدم السلاح والتدريب والتمويل والدعم اللوجستي للجماعات الإرهابية، ومنها الثلاث الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن “الولايات المتحدةبريطانيا وفرنسا” وهي أي الثلاث الدول لا تريد إحلال السلاح ولا تريد الديمقراطية والحرية للشعب السوري بقدر ما تهدف إلى إسقاط الدولة السورية، وتدمير الجيش، وتقسيم سوريا.. وذلك كآخر دولة عربية مازالت تشكل تهديداً للكيان الصهيوني العنصري الإرهابي الغاصب لفلسطين وأراض عربية. «الأخضر الإبراهيمي» لن يجد أكثر مما طرحه «كوفي عنان» ممثلا ب«الستة العناوين» والتي قبلت من قبل سوريا لكنها لم تقبل من المعارضة العميلة في الخارج ثم كان لقاء جنيف وصدر إعلان جنيف مضيفاً عنوانين إلى مبادرة عنان ورفض من معارضة الخارج بتحريض من الأمريكان والصهاينة، بينما قبلت الدولة السورية ب«إعلان جنيف» لذا ف«الإبراهيمي» لن يجد ما يزيده، وإن وجد ما يضيفه.. فلن يقبل منه من قبل أطراف المؤامرة، وقبول الدولة السورية لا يكفي.. وعليه فإن وساطته كمبعوث دولي مستفشل والشعب السوري والدولة والجيش سيقررون المصير.